بعد ان كان ضيفا عابرا في المناسبات، اصبحت الالعاب النارية زائرا ثقيلا يفرض نفسه علينا طوال العام. لكنه في رمضان يزيد من وطأة حضوره، حيث يستمر ماراثون اطلاق الالعاب النارية والبمب من الافطار إلي السحور.. تعالت أصوات الجميع بالشكوي، وابدي المواطنون ضيقهم من التلوث الضوضائي الذي تحدثه هذه الألعاب، بينما حذر خبراء الأمن من خطورتها، وفي المقابل يبدو تجارها هم المستفيدين الوحيدين، حيث يتجاوز مكسبها 50٪. ويؤكد أحمد إبراهيم صاحب فرشة بالموسكي انها تجارة سهلة ومكسبها مضمون وسريع وعن أنواعها يقول: منها القنبلة، الفراشة، الحجاب، صاروخ لحمة الشيكولاتة، الفازوي، الشيطان والمهرجان، والعصاية.. وأشار إلي أن الاسعار تتراوح بين 15 و65 جنيها حسب النوع والحجم. واوضح ان اكثر الانواع مبيعا هي العصاية، القنبلة والفازوكا، بينما يتحدث كريم جمال صاحب فرشة عن نوع من الالعاب النارية يطلق عليه ∩تورتة∪ ويبلغ سعرها 65 جنيها. اما المهرجان فهي الاكثر استخداما في الافراح وسعرها 25 جنيها. واوضح ان السوق شغال.. واتهم التجار الكبار باحتكار بعض الانواع مما ادي إلي زيادة اسعارها. بينما يقدم أحد العاملين في بيع هذه الالعاب قائمة اكثر اتساعا، ويضيف احمد الديب طالب جامعي ان الالعاب اصبحت مصدر ازعاج وتوتر لكل بيوت المنطقة. ويوضح ان الصواريخ في الماضي كانت تصدر صوتا بسيطا ولم تكن تحتوي علي روائح كريهة الأمر لا يقتصر علي الرائحة والضوضاء، فيروي حسين احمد عامل بباب الشعرية ان ابنه اصيب من شظايا هذه الالعاب في احد الافراح واضطر لنقله إلي المستشفي للعلاج.. ويوضح اللواء سعد الجمال مساعد وزير الداخلية السابق ان الالعاب النارية تنقسم إلي نوعين محلي ومستورد. يستخدم لتصنيع المحلي خاصة البمب مواد يتم الحصول عليها من العطارين مثل الكحل البلدي والبارود الاصفر والملح. أما المستورد فيتم تهريبه من الصين. من جانبه اكد اللواء فاروق المقرحي الخبير الامني اننا نعاني منذ فترة من غياب اخلاقي وازمة ضمير وقد زادت في الفترة الاخيرة حيث اصبح الهدف الاكبر للناس هو المادة ولو كان علي حساب جثة الوطن. ويضيف ان استيراد هذه الالعاب النارية هو نوع من استنزاف موارد الدولة واضرار بالامن القومي للبلاد. ويري اللواء محمد نور الخبير الامني ان الالعاب النارية علي اختلاف انواعها يتم تصنيعها من مواد شديدة الانفجار مثل مادة tnt حتي انه كان تفجيرها في اي وقت ويري نور انه يجب فرض الاكمنة الامنية بجميع المحاور والمداخل والمخارج المؤدية للمحافظات لمنع دخول مثل هذه الالعاب. وتحذر د. عائشة ابوالفتوح استاذ الصحة العامة بطب عين شمس من المخاطر التي تنتج عن استخدام الالعاب النارية. ومنها الاصابة بالحروق أو ضيق التنفس وقد يفقد بعض الاطفال بصرهم من الادخنة.