أمريكا تطالب ياصلاحات ديمقراطية وكندا تؤكد: أقارب الرئيس المخلوع غير مرحب بهم أعلن مصدر رسمي أمس أن السلطات التونسية وضعت اثنين من مساعدي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قيد الإقامة الجبرية. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية ان عبد العزيز بن ضيا المستشار الخاص ل بن علي وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا، وعبد الله القلال ،رئيس مجلس المستشارين، وعضو المكتب السياسي للتجمع ، وضعا قيد الإقامة الجبرية. وقالت الوكالة إن السلطات أصدرت مذكرة بحث بحق عبد الوهاب عبد الله ،المستشار السياسي ل بن علي وعضو المكتب السياسي للحزب الحاكم سابقا الذي اختفي. جاء ذلك في وقت وصل فيه حوالي ألف متظاهر أمس إلي العاصمة التونسية قادمين من وسط البلاد في مسيرة أطلق عليها "قافلة التحرير" للمطالبة باستقالة الحكومة الانتقالية ورحيل رموز نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وكانت المسيرة قد انطلقت أول أمس من بلدة منزل بوزيان (280 كلم جنوبي العاصمة) وسرعان ما أخذ الموكب يتسع مع اقتراب الجمع من بلدة الرقاب (وسط غرب) حيث استقبلهم السكان. وأطلقت دعوات عبر المواقع الاجتماعية علي الإنترنت لانضمام متظاهرين آخرين من مناطق أخري إلي "قافلة التحرير" التي تضم نقابيين ومدافعين عن حقوق الإنسان. من جهة أخري، نفي الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع الأنباء التي ترددت في وقت سابق حول موافقته علي اقتراح تقدم به عدد من السياسيين التونسيين يتعلق بإنشاء "مجلس وطني لتأطير الثورة ". ولم يتردد المبزع في بيان بثته الإذاعة التونسية الرسمية مساء أول أمس في وصف ما تردد بهذا الشأن ب"الادعاءات"، وجدد التأكيد علي التزامه بمقتضيات الدستور وتمسكه بالشرعية. وكانت أنباء ترددت في وقت سابق مفادها أن أحمد المستيري الوزير الأسبق في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، والذي يُعتبر أحد أبرز مؤسسي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارضة قد اقترح، مع الوزيرين التونسيين السابقين أحمد بن صالح، ومصطفي الفيلالي إنشاء "مجلس وطني لتأطير الثورة "،وذلك في إشارة إلي ما تعيشه تونس حاليا في أعقاب تنحي بن علي. ورأي محللون سياسيون تونسيون أن "التأطير" ينطوي علي معان عديدة منها استيعاب ثورة الشعب والقفز عليها. في غضون ذلك تعهدت لجنة مستقلة شكلتها حكومة محمد الغنوشي المؤقتة بالتحقيق في دور قوات الأمن في مقتل عشرات المتظاهرين خلال أسابيع الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق. وقال رئيس اللجنة توفيق بودربالة إن اللجنة ستستفسر عن الجهة التي سمحت لهؤلاء الأشخاص بإطلاق النار. وأضاف أنهم شاهدوا في بعض الحالات أعيرة نارية صوبت إلي الرأس أو الصدر. من جهة أخري، أعلن زعيم "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" المعارض منصف المرزوقي أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في تونس بعد ستة أشهر. علي جانب آخر، أفاد مصدر حكومي في العاصمة الكندية أوتاوا أن أفرادا في عائلة بن علي وصلوا إلي مونتريال، في حين أكدت الحكومة الكندية أن أقرباء الرئيس المخلوع "غير مرحب بهم" علي أراضيها. وأكد المصدر الحكومي لوكالة الأنباء الفرنسية أن أحد أشقاء زوجة بن علي وصل برفقة زوجته وولديهما ومدبرة منزلهما الجمعة علي متن طائرة خاصة إلي مطار مونتريال-ترودو الدولي. من جانبها، أكدت وزارة المواطنة والهجرة أن "بن علي وأفراد النظام التونسي السابق المطرودين من السلطة وأقاربهم غير مرحب بهم في كندا"، وأضاف المتحدث باسم الوزارة دوجلاس كيلام أنه "بسبب قانون حماية الحياة الخاصة، لا يمكنني التعليق علي حالة بعينها". وفي سياق متصل، حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الغنوشي علي القيام بإصلاحات ديمقراطية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن كلينتون "حثت" الغنوشي خلال اتصال هاتفي "علي تطبيق إصلاحات والانتقال إلي ديمقراطية منفتحة".