والدة العامل المنتحر مع ابنها المصاب بكسر فى العمود الفقرى الاسكندرية أماني عبدالله وسرحان سنارة وأحمد سليم : بنبرة صوت ضعيفة يكسوها حزن دفين علي فقدان ولديها محترقين بالنيران.. قالت الحاجة زينب عبدالباري »56 سنة« والدموع تملأ عينيها.. منذ عدة سنوات انتحر ابني الأكبر »عصام« بإشعال النار في نفسه ليلقي ربه في الحال حيث كان يعاني من اضطرابات نفسية ويومها دعوت الله أن يعوضني خيرا في أشقائه الثلاثة رمضان ومحمد وأحمد أو »حمادة« كما يحب أن ناديه.. ولكن إرادة الله كانت فوق كل شيء فبعدها بسنوات قليلة سقط شقيقه محمد من أعلي السطح وأصيب بكسر في ظهره وتم تركيب شرائح ومسامير في ظهره مما أدي إلي اصابته بعاهة مستديمة منعته من العمل وجعلته يتحرك بصعوبة.. وللمرة الثانية حمدت الله علي ابتلائه ودعوت أن تكون آخر الاحزان إلا إنه لم يمر سوي سنوات قليلة مع فقدان عصام واصابة شقيقه محمد حتي أصيب »أحمد« باضطرابات نفسية هو الآخر.. فقمت مع والده »07 سنة« عامل بالمعاش بعرضه علي الأطباء الذين أكدوا أنه يعاني من حالة نفسية يصعب علاجها فاستعوضت الله فيه هو الآخر.. وتكمل الحاجة زينب بصبر غريب قائلة: أن أحمد رغم حالته الصحية كان يصر علي العمل باليومية في أعمال البناء لمساعدة شقيقه رمضان الذي يعمل باليومية أيضا لتحمل جزء من أعباء المعيشة ومرت حياتنا علي هذا الحال عدة سنوات.. حتي أول أمس عندما صعد أحمد لسطوح المنزل بالدور الثالث.. وعندما شاهدته اثناء صعوده السلم اعتقدت أنه صعد للجلوس علي السطح لفترة ثم يعاود النزول للجلوس معنا في هدوء كعادته.. الا انني لم أنتبه لمرور الوقت دون نزوله.. ففي الساعة الثانية عشرة ظهراً أفقت من نومي علي صرخات مدوية لأحمد وعلي الفور صعدت مع والده وأخويه فكانت الكارثة حيث شاهدت النيران مشتعلة في جسده النحيف فلم أتمالك نفسي من هول الصدمة ولم أدر بنفسي بعدها .. وتضيف زوجة أخيه انهم بعد محاولتهم اطفاء النيران بجسد أحمد اتصلوا بالاسعاف التي حضرت بعد ساعتين كاملتين لنقله لمستشفي رأس التين.. وأمام منزله أكد جيران الاسرة المكلومة أن أحمد وعائلته من أفضل العائلات حسنة السمعة بالمنطقة حيث قال صادق محمد خلف أحد الجيران أن أحمد رغم حالته النفسية إلا أنه يمتع بطباع هادئة وحب الجميع لطيبته الشديدة.