هددت المعارضة السودانية بالنزول إلي الشوارع اذا لم تعزل الحكومة وزير المالية وتحل البرلمان بسبب قرار رفع اسعار سلسلة من المواد الغذائية. ويأتي هذا التهديد في وقت حساس من الناحية السياسية بالنسبة لحكومة الرئيس عمر حسن البشير الذي من المتوقع ان يفقد السيطرة علي جنوب البلاد المنتج للنفط في استفتاء تم الاتفاق عليه في اطار اتفاقية سلام ابرمت عام 2005 لانهاء حرب اهلية بين الشمال والجنوب. وكانت الخرطوم قد اعلنت اجراءات طارئة في وقت سابق من الشهر الجاري لمعالجة العجز في ميزانيتها من بينها خفض في دعم منتجات البترول وزيادات في سعر السكر.واثارت زيادات الاسعار احتجاجات طلابية في شمال البلاد.وقال بيان لائتلاف المعارضة الذي يضم 20 حزبا انه يطالب بعزل وزير المالية الذي لم يكن امينا في تقديمه للميزانية وحل البرلمان الذي اجاز زيادات الاسعار دون حتي استجواب وزير المالية.وقال مسئول المعارضة كمال عمير ان زعماء الاحزاب سيجتمعون غدا الاربعاء للتخطيط لاحتجاجات الشوارع قائلا انهم مستعدون للقتال من اجل التغيير ويعدون من اجل ثورة شعبية. ويعاني السودان ايضا من ازمة اقتصادية عميقة. وتنفق حكومة البشير مبالغ كبيرة علي الدفاع في الوقت الذي تزيد فيه ديونها ووارداتها لتغطية انخفاض في الانتاج المحلي مما ادي الي نقص في العملة الاجنبية وزيادة التضخم وضعف الجنيه السوداني. وتواصلت امس عمليات فرز الأصوات في الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان وسط انباء عن وقوع تجاوزات شابت عمليات التصويت.وفي حين تراوحت نتائج عدد من المراكز بالخرطوم بين الوحدة والانفصال. أوضح مراقبون دوليون أن معظم اتجاهات التصويت بالجنوب تصب لصالح الانفصال.ونقلت قناة الجزيرة عن منظمة مواطني العالم قولها أن خروقات وتجاوزات صاحبت التصويت علي تقرير مصير الجنوب مشيرة إلي أنها يمكن أن تؤثر علي العملية بأكملها. وأوضحت المنظمة في مؤتمر صحفي عقدته بالخرطوم أن من بين هذه التجاوزات التهديد ضد الناخبين وتوجيه مسئولي الاقتراع الناخب إلي الخيار الذي يريدونه.. ومن جانبه هنأ الرئيس الامريكي باراك اوباما السودانيين بما اعتبره استفتاء ملهما بشان مستقبل بلادهم، لكنه دعا الي الهدوء في وقت تلوح في الافق بوادر انفصال جنوب السودان.وقال اوباما في بيان "دخل الاستفتاء الان مرحلة جديدة وفي حين لن تصدر النتائج الرسمية قبل فترة اكد مراقبون مستقلون ان الاستفتاء يتمتع بمصداقية". ودعا اوباما جميع الاطراف الي الحفاظ علي الهدوء والتحلي بضبط النفس في الوقت الذي تسعي فيه الاطراف الي اتمام تطبيق اتفاق السلام الشامل". وقال اوباما ان "مشاهدة هذا العدد الكبير من السودانيين الذين شاركوا في الاقتراع بهدوء وانضباط، كانت مصدر الهام للعالم ومكافأة لتطلعات جنوب السودان شعبا وقادة لتحقيق مستقبل افضل".