مفاعل آراك النووى الإيرانى البعبع النووي الإيراني أصبح مهيض الجناح بعد أن تم تقليم أظافره في اتفاق تم التوصل إليه.. بعد محادثات مضنية دامت أشهر طويلة، لكن هذا ليس كل شيء فالاتفاق لايعدو أن يكون أوليًا أو إطاريًا، بعده ستضع مجموعة دول 5+ 1مع ايران مسودة اتفاق نووي شامل ونهائي قبل نهاية يونيو المقبل. تقليم اظافر ايران النووية طبقا للاتفاق- تمثل في تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها في تخصيب اليورانيوم من 19 ألف جهاز إلي 6104، سيسمح ل 5060 منها فقط، بتخصيب اليورانيوم. في المقابل ستحظي إيران بموجب الاتفاق الإطاري بتخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية المتصلة بالبرنامج النووي، علي أن يعاد فرض هذه العقوبات سريعا اذا ما أخلت طهران بتعهداتها. فيما أشار نص الاتفاق إلي أن العقوبات الأمريكية علي إيران المرتبطة بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان والصواريخ الباليستية، ستبقي رغم هذا الاتفاق. وقد تفاوتت ردود الافعال الدولية بشأن هذا الاتفاق، وسط تفاؤل حذر بشأن احتمالات استكمال الاتفاق النهائي وتحذيرات لإيران إذا لم تلتزم به. فعلي حين رحب الامين العام للامم المتحدة بما سيحمله الاتفاق من سلام بين الغرب وايران، توعّدت باريسطهران بأن العقوبات ستُفرض مجددا عليها «إذا لم تُطبق الاتفاق»، في حين قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها أقرب من أي وقت مضي من منعِ إيران من حيازة سلاح نووي. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه من السابق لأوانه الاحتفال بالاتفاق، لكنه عبر عن أمله في أن تلتزم طهران به. كما دعا الحكومة الإسرائيلية -التي انتقدت الاتفاق- إلي دراسته بعناية أكبر. وأضاف أن هدف الاتفاق هو تحسين الأمن في منطقة الشرق الأوسط وليس الإضرار به. في حين تعرض الاتفاق لانتقادات شديدة من جانب أعضاء الكونجرس الأمريكي. فقد أعرب جون بينر، رئيس مجلس النواب الأمريكي، عن قلقه من الاتفاق النووي مع إيران، حيث يعتبرانحرافًا عن الأهداف التي أعلنها أوباما سابقا. ووصفت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها الاتفاق المبدئي بأنه إنجاز كبير من المرجح أن يجعل إيران لا تشكل أي تهديد نووي علي الإطلاق. وتعرضت الصحيفة لبعض القضايا المهمة التي لم تحل بعد، مثل إمكانية رفع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأممالمتحدة وكتابة البنود الفنية التي يمكن أن تسبب الكثير من المشاكل قبل وضع اللمسات النهائية للاتفاق فالشيطان دائما يكمن في التفاصيل. واعتبر مقال آخر لوليام بيرنز رئيس مركز كارنيجي للسلام ونائب وزير خارجية امريكا الاسبق أن الاتفاق ثمرة لدبلوماسية النفس الطويل. ورأي أنه في العالم المثالي لن يكون هناك تخصيب لليورانيوم في إيران، وسيتم تفكيك منشآت التخصيب الحالية، لكننا لا نعيش في هذا العالم ولا يمكن تمني زوال أو نسف الخبرة الأساسية وقدرة التخصيب التي طورتها إيران، ولكن ما يمكن فعله هو تقييدها بشدة علي المدي الطويل ومراقبتها بصرامة ومنع القيادة الإيرانية من تخصيب المواد لدرجة تسمح لها بصنع قنبلة نووية. اما صحيفة واشنطن بوست فقد كتبت في افتتاحيتها أن «المعايير الأساسية» للاتفاق جاءت أقل بكثير من الأهداف التي وضعتها إدارة أوباما في البداية، فلن تغلق أيًا من منشآت إيران النووية ولن يتم تفكيك أي واحد من أجهزة الطرد المركزي البالغ عددها 19 ألفا، واكتفت بخفض المخزون الحالي من اليورانيوم المخصب، وهو ما يعني بقاء البنية التحتية لإيران دون مساس. وتري الصحيفة أن الاتفاق المقترح سيعطي إيران دفعة اقتصادية ضخمة من شأنها أن تسمح لها بزيادة عدوانيتها في الحروب التي تخوضها بالفعل أو ترعاها في جميع أنحاء المنطقة.