د.مفيد شهاب رغم تأجيل احتفالات جنوبسيناء بعيدها القومي لتزامنه مع القمة العربية إلا أن مشاعر الفرح تجاوزت أي احتفال في الذكري السادسة والعشرين لاسترداد طابا.. فتلك المدينة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها الكيلومتر المربع كانت محوراً لمعركة امتدت علي مدار سنوات لتثبت ان مصر ليست مستعدة للتخلي عن شبر واحد من أراضيها.. حيث يوضح د. مفيد شهاب الذي شارك في المعركة القانونية: «فيالثانية والنصف من ظهر يوم 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم حكمها لصاحلنا. عبرت عن فرحتي بصوت عال.. بينما اعترضت ممثلة اسرائيل بالهيئة وزعمت ان الحكم غير قانوني.. يذكر الدكتور شهاب نظرات الألم التي علت وجوه الاسرائيليين بعد أن خسروا رهانهم، ويوضح: «المستشار القانوني للوفد الاسرائيلي أخبرني انهم كانوا يعرفون أن طابا ليست اسرائيلية، لكنهم عند اللجوء للتحكيم الدولي تصوروا ان المصريين سيفشلون في عرض القضية ويركزون علي الابعاد السياسية فقط، وأكد لي انهم اكتشفوا ان المصريين أمهر منهم وأنهم خسروا الرهان». كان الفريق المصري قد قسم نفسه الي مجموعات عمل وبدأ عملية التوثيق منذ اعتراف الباب العالي عام 1906 بالخط الفاصل بين الولاية المصرية وبقية الاملاك العثمانية.. وقدمت مصر الكثير من الادلة والمستندات كما قدمت صورة للجنود المصريين تحت شجرة دوم قديمة كانت شاهد إثبات علي حقنا.. المراوغات الاسرائيلية لم تتوقف حيث يشير اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ومحافظ جنوبسيناء الاسبق أن تل أبيب حاولت الضغط بتأجيل الانسحاب الكامل من المنطقة الثالثة (ج) بأكملها لحين الاتفاق علي 14 نقطة خلاف في الحدود الدولية . أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء أن من زارها عقب استردادها مباشرة سيكتشف ما طرأ عليها. فقد كانت قرية صغيرة لكنها انضمت إلي مدن المحافظة الثمانية لتصبح المدينة التاسعة. ولم يكن بها الا فندق واحد صغير لكنها تضم الآن أكثر من 15 فندقا وقرية سياحية فئة 4 و 5 نجوم باستثمارات تجاوزت 2.5 مليار جنيه.. ورغم تأجيل الاحتفال بالعيد القومي الا أنه تم اشعال شعلة الاحتفال أعلي قمة الجبل وتحية العلم.