مازالت المنطقة الصناعية في بني سويف التي أنشئت منذ عدة سنوات وأنفق علي إنشائها أكثر من مائتي مليون جنيه لم تحقق أماني وطموحات القاعدة العريضة من المواطنين أو المستثمرين بسبب المشاكل التي تتعرض لها البنية الأساسية للمنطقة منذ إنشائها وشاهد علي إهدار المال العام بعد أن كشفت المشاكل في الصرف الصحي وجود أخطاء في التوصيلات أدت لانفجار دائم ومستمر وفشلت جميع المحاولات لمنع تسرب مياه الصرف الصحي وهو ما أدي إلي غرق تلك المصانع وتلف منتجاتها بسبب مياه الصرف فأصبحت هذه المصانع عائمة علي بركة من مياه الصرف الصحي وكذلك الصرف الصناعي واعتمد المسئولون في هيئة مياه الشرب علي المسكنات والتصليح المؤقت. وقد واجهت هذه الأزمة جميع المصانع الموجودة بالمنطقة الصناعية دون استثناء وقد طرقوا جميع الأبواب ولكن لا حياة لمن تنادي. »الأخبار« زارت المنطقة وعاشت الأزمة مع صغار وكبار المستثمرين في المنطقة الصناعية وتعود جذور المشكلة إلي منطقة الصناعات الخفيفة ببني سويفالجديدةشرق النيل والتي تضم أكثر من 86 مصنعا باستثمارات تفوق 100 مليار جنيه حيث إنها تحتوي علي مصانع للرخام ولتشكيل المعادن وللصناعات الكيماوية وبورسلين ومطاحن للقمح ومضرب للأرز وغيرها من الكثير والتي تستوعب الآلاف من أبناء بني سويف للعمل بها. وتعتبر مياه الصرف الصحي أزمة حقيقية تواجه أصحاب هذه المصانع.. حيث إن محطة الصرف تبعد عن تلك المصانع حوالي 1.5 كيلومتر والتي تستقبل مياه الصرف الصحي من المصانع والمناطق المجاورة وتقوم بصرفها في المنطقة الجبلية المحيطة بها ولان محطة الصرف في مستوي اعلي عن تلك المصانع فان مياه الصرف تعود مرة أخري من المنطقة الجبلية إلي المصانع فتسببت في غرق تلك المصانع بمياه الصرف مما سبب تآكل منشآت تلك المصانع وتعرضها لخطر جسيم أضف إلي ذلك المعدات وأوناش الرفع الموجودة في المصانع والتي بدأت تتآكل قواعدها مما ينذر بخطر جسيم. أسباب المشكلة يقول »مجدي.س« عامل بأحد المصانع بأن القواعد الخرسانية للمصنع الذي يعمل به في التآكل من جراء مياه الصرف والتي ملأت أرضية المصنع مما يشكل خطرا علي المنشآت أضف إلي ذلك أوناش الرفع الموجودة بالمصنع مهددة بخطر بجسيم حيث إن قواعد تلك الأوناش مثبتة في أرضية المصنع والتي أصبحت ممتلئة بمياه الصرف فبدأت تلك القواعد في التآكل. وقد طرقنا أبواب جميع المسئولين دون جدوي حيث إن المحافظة قالت أنكم تتبعون جهاز مدينة بني سويفالجديدة التابع لهيئة المجتمعات العمرانية وفي جهاز المدينة وجهونا إلي شركة مياه الشرب والصرف الصحي قائلين إن الموضوع يخص الشركة ولا توجد لدينا أدني مسئولية. وقد طرقنا أبواب شركة مياه الشرب والصرف الصحي فقوبلنا بسلبية ولامبالاة غريبة .. وأكد »مصطفي. م« محاسب بأحد المصانع بأن مياه الصرف الصحي تنتقل إلي المحطة المجاورة إلينا فتصرفها في المنطقة الجبلية المحيطة بها فتتسرب إلينا هذه المياه فسببت غرق المصانع والمعدات الموجودة لدينا كما تتسرب إلي القواعد الخرسانية التي يرتكز عليها المصنع وتؤدي لتآكلها مما ينذر بكارثة خطيرة كما أن وجود هذه المياه بأرضية المصانع يعوق الحركة داخل المصانع مما يعطل حركة العمل والمشكلة الأخطر أن مياه الصرف غرقت المنطقة الجبلية الموجودة خلف المصانع والتي تحتوي علي أبراج للضغط العالي مما سبب تآكل قواعد تلك الأبراج مما ينذر بكارثة أخطر. .وقد قمنا بتحرير محضر رقم 9/87 ح ضد شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف فماذا نفعل نريد حلا فقد مللنا من تصريحات المسئولين التي لا تجدي. ويقول حسن م صاحب مصنع أن هذه المشكلة نعاني منها منذ فترة طويلة حيث إن مياه الصرف ترجع علينا من المنطقة الجبلية الموجودة خلف المصنع والتي تصرف فيها محطة الصرف الصحي .وعلق »عبد الناصر. م« بأن هذه معاناة ولا نعرف لها حلا.فماذا نفعل الأساس يتآكل والمعدات والآلات تتآكل وخسائر بالجملة فما الحل؟ وقد قمنا بطرق أبواب المسئولين لمعرفة ردهم علي هذه المشكلة وما الحلول المقترحة لها. قابلنا اللواء إسماعيل طاحون السكرتير العام المساعد بالمحافظة الذي علق قائلا: إن المناطق الصناعية التي تتبع المحافظة هي منطقة كوم أبو راضي ومنطقة بياض العرب والمحافظة مختصة بتمويلها وصيانة مشروعاتها بينما منطقة الصناعات الخفيفة فان جهاز مدينة بني سويفالجديدة هو الذي قام بإنشائها وبالتالي هو المختص والمشرف عليها وعلي تمويلها وصيانة مشروعاتها والمحافظة تختص فقط بالإشراف والتنسيق. تنصل المسئولين كما زرنا جهاز مدينة بني سويفالجديدة للوقوف علي أسباب المشكلة حيث يقول المهندس عبد الله الجويلي رئيس المدينة: إن المشكلة موجودة بالفعل ولكنها تخص شركة مياه الشرب والصرف الصحي وهي المسئولة عنها وأننا وضعنا خطة جاري تنفيذها للقضاء علي هذه المشكلة تتلخص في: إنشاء غابة شجرية لاستخدام مياه الصرف في ريها وتصل مساحة تلك الغابة إلي حوالي 1000 فدان تنفذ علي مراحل وقد قمنا بالفعل في تنفيذ المشروع وسيتم استلام 800 فدان قريبا كمرحلة أولي. كما تم عمل دراسة من شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالتعاون مع هيئة المجتمعات العمرانية لتنفيذ مجموعة من الخطوط لتجميع مياه الرشح ورميها في المصارف وقد اطلعنا علي هذه الدراسة. كما تم طرح مشروع تحويل محطة المعالجة من ثنائية إلي ثلاثية وتم تنفيذ حوالي 95٪ من شبكة ري المسطحات الخضراء داخل المناطق السكنية من المياه الناتجة من المعالجة الثلاثية وتم التنفيذ بالفعل في الحي الثاني. أما المهندس يسري هنري رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف فأكد أن المشكلة موجودة ولكننا الآن نسعي لحل تلك المشكلة بطرح غابة شجرية تصل لحوالي 900 فدان لاستيعاب تلك المياه.كما انه تم عمل دراسة بالتعاون مع مركز بحوث المياه لتنقية تلك المياه كنوع من المعالجة لتسمح بالتصرف فيها إلي مصارف خاصة وعمل زراعات معينة في تلك المصارف للتنقية ولكن تلك الخطط الموضوعة سوف تستغرق مدة سنة أو أكثر لحل تلك المشكلة. والسؤال الذي تردد إلينا من أصحاب وعمال المصانع هو ماذا نفعل طرقنا أبواب جميع المسئولين ومللنا من المسكنات الوقتية التي لا تجدي فما الحل؟