اعلن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري ان دولة قطر تقترح انشاء مركز اقليمي للامن الانساني يقوم بالدراسات والابحاث في قضايا الامن الانساني الشامل بالمنطقة ويتقدم بمقترحات عملية لصانعي القرار من منظور اقليمي علي اساس تصور تتوحد فيه مصالح دول المنطقة في تحقيق السلام والتنمية لشعوب هذه المنطقة . جاء ذلك في الكلمة التي القاها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية امس امام الجلسة الافتتاحية الرسمية للدورة السابعة لمنتدي المستقبل لمجموعة دول الثماني ودول الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا. وأكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان تحقيق اهداف المنتدي يتأثر الي حد كبير بتوفير السلم والامن علي اساس المفهوم الشامل للامن الانساني ، مشددا في هذا الصدد علي ضرورة نزع السلاح الشامل بإجراءات ملموسة تشمل الجميع لكي نوفر الموارد اللازمة لإنعاش اقتصادات المنطقة وطالب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في الكلمة بالعمل بجد لحل الصراعات التي تهدد السلم والامن في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع في الشرق الاوسط ، مشيرا الي ان عملية السلام في المنطقة اصبحت مجمدة خاصة في ظل الابتعاد عن الخطوات الملموسة المؤكدة التي تفضي الي السلام . وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان اسرائيل ماضية في فرض موقفها من خلال سياسة الامر الواقع برغم كل الجهود التي بذلك من الجانب الفلسطيني والعربي والولايات المتحدةالامريكية ، مؤكدا ان اسرائيل لا تسير بصورة جادة في عملية السلام. ونبه الي أهمية مسألة التصدي للكوارث الطبيعية ، مشيرا في هذا الصدد الي اطلاق دولة قطر بالتنسيق مع معهد السلام الدولي مبادرة للعمليات الانسانية تقوم علي اساس فكرة انشاء قوة متخصصة للعمليات الانسانية التي اقترح تسميتها " هوب فور hopefor " لتوفير اطار التعاون بين الدول المستعدة للاغاثة في حالات الكوارث تحت مظلة الاممالمتحدة. ولفت معاليه الي ان عملية تشاورية واسعة بخصوص هذه المسالة بدأت بين الدول الاعضاء المهتمة والامانة العامة للامم المتحدة وخاصة مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ووكالات الاممالمتحدة وصناديقها وبرامجها والمنظمات الانسانية والخبراء العسكريين والمجتمع المدني . واشار الي ان ورقة عمل بخصوص انشاء هذه القوة اعدت حول مفاهيمها ووزعت علي المشاركين في المشاورات ، معربا عن اعتقاده بأن الاممالمتحدة هي المكان الذي ينبغي ان تناقش فيه هذه الفكرة مما يؤكد الدور المركزي للامم المتحدة في ادارة الشؤون العالمية . ودعا جميع المشاركين في منتدي المستقبل وفي سبيل المحافظة علي مسار المنتدي الي الالتزام بمخرجات المنتدي وتنفيذ المشاريع ومتابعة المقرارات والبيانات والالتزام باليات المتابعة والاخذ بمحمل الجد بكل ما يتم الاتفاق عليه خلال المنتدي . كما اشار الي ان دولة قطر وكندا رئيستا المنتدي وفريق العمل من وزارتي خارجية البلدين واللجنة الوطنية لحقوق الانسان والمؤسسة العربية للديمقراطية ومركز ابحاث التنمية الدولية قاموا بجهد متميز لانجاح اعمال الرئاسة المشتركة للمنتدي وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن المشاركين في المنتدي دأبوا علي الالتقاء سنويا تدفعهم رؤي الاصلاح والحوكمة وتوطيد العلاقة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وقطاع الاعمال في سبيل الوصول الي نهج سليم لتنمية نوع من آليات التعاون ، معربا عن الامل في خلق بيئة مقبولة للحوار والتفاهم والتعاون واطلاق مجموعة من المشاريع السياسية في مجالات تقود الي تأسيس التعاون المشترك بين كافة الاطراف صاحبة المصلحة في مسيرة الاصلاح . وحيا رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الدور الهام الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني لتأسيس قاعدة واسعة من الناشطين في مجالات حقوق الانسان وهوية المرأة ودور الشباب وسيادة القانون ، داعيا هذه المنظمات الي تنسيق انشطتها التخصصية بما يكفل التوافق في الرؤي لكي يصب تاثيرها الايجابي لصالح الجميع . ورحب بمساهمات قطاع الاعمال من أجل تعزيز ودعم المسار الاقتصادي والاجتماعي والمساهمة بصورة فعلية في تحقيق نشاط بناء يدعم التقدم والتطور والتجارة الناحجة والمنافسة وتعزيز الشراكة مع دول مجموعة الثمانية من أجل ميلاد اقتصادات جديدة في المنطقة تسد ثغرات النقص في تنفيذ المشاريع وتفتح آفاق الاعمال وتدافع عن وجهة نظر اصحاب المصالح والاموال والشركات بجميع انواعها بما تراه ضروريا من اصلاحات في النظام الحكومي والرسمي . وكان الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد رحب في مستهل الكلمة بالمشاركين في المنتدي ونقل لهم تحيات الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر والشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد ويشارك في منتدي المستقبل السابع 20 دولة من الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا ومجموعة الثماني و10 من الشركاء الدوليين بالاضافة الي 250 مشاركا من منظمات المجتمع المدني وممثلين لقطاع الاعمال في منطقة الشرق الاوسط ودول مجموعة الثماني . ويسعي منتدي المستقبل -الذي تترأس دورته الحالية كل من دولة قطر وكندا- الي تهيئة الإطار لحوار مرن صريح وشامل ينصب علي تعزيز الديمقراطية ومشاركة المجتمع المدني وتنمية الكفاءات التدريبية وتطويرها وتشجيع نمو الاقتصاد العصري الحديث الذي من شأنه أن يولد الثروة ويكون مندمجا في الاقتصاد العالمي . كما يهدف المنتدي إلي خلق شراكة وتوفير إطار عمل علي مستوي الوزراء لتنسيق الحوار بين الدول الصناعية الثماني ودول الشرق الأوسط وقادة الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني .