إذا ما اردنا الحقيقة والواقع فلابد أن ندرك بوضوح، اننا نخوض الآن حربا شرسة في مواجهة الإرهاب الأسود وجماعة الضلال، لا تقل في خطورتها علي أمن وسلامة الوطن، عن كل الحروب التي خضناها من قبل، إن لم تزد عنه خطرا. وزيادة الخطر ترجع الي ان العدو في كل الحروب التي خضناها من قبل، في «48» و»56» و»67» و»73» كان عدوا معلناوخارجيا، وسافر الوجه، ولكن العدو هذه المرة له شقان احدهما داخلي يعيش بيننا متخفيا ومدعيا البراءة، في حين انه يعيث في الارض فسادا ويمارس ارهابه وجرائمه بجبن ونذالة. أما الشق الثاني فهو خارجي مؤيد للارهابيين مساعد لهم بالمال والسلاح وايضا بالدعم اللوجيستي،...، ويدعي في ذات الوقت البراءة، بل ويعلن انه يحارب الإرهاب، في ذات الوقت الذي يحتضنه ويستخدمه لتنفيذ أهدافه وخططه الاستراتيجية بالمنطقة العربية والشرق أوسطية،...، وهو ما يكشف مدي كذب ادعاءاته. ولكن رغم خطورة هذه الحرب وبالرغم من التهديد الجسيم الذي تمثله لحاضر ومستقبل الوطن والأمة، الا اننا يجب ان نكون علي ايمان كامل بأننا سننتصر بإذن الله وعونه، واننا قادرون بإرادة الشعب علي هزيمة قوي الشر والارهاب والضلال، وإحباط مخططاتهم الخارجية والداخلية الهادفة للنيل من مصر وكسر إرادة شعبها. ولتحقيق ذلك علينا السعي الجاد والعمل المخلص والمكثف لهزيمة الارهاب والنصر في الحرب، والقضاء علي هذه الطغمة الباغية ووضع نهاية لجرائمها الجبانة، وذلك بأن نكون جميعا علي قلب رجل واحد في هذه المواجهة، وان لكون صفا واحدا وقويا في هذه الحرب. هذا يتحقق بالمشاركة الفاعلة من كل فئات الشعب وطوائفه في هذه المواجهة وتلك الحرب،...، وهذا لن يكون دون استشعارنا جميعا بجدية الأمر، وخطورة ما نتعرض له وما يتطلبه منا كمجتمع ودولة وأفراد من استنفار تام ويقظة دائمة في مواجهة الارهاب وجرائمه. واقول بصراحة اننا نلمس جميعا غيبة حالة اليقظة والانتباه، اللازم والواجب توافرها لدي جميع المواطنين وعموم الناس، في كل بيت وكل شارع وجميع أماكن العمل، بل وكل المواقع بطول البلاد وعرضها، وما يتطلبه ذلك من حذر ووعي تجاه اي ظاهرة خارجة عن المألوف، والانتباه لكل الممارسات أو الاعمال التي يمكن ان تكون ذات صلة بالجرائم الإرهابية. «حفظ الله مصر ووقاها من كل شر».