لماذا يتم استبعاد العمل المنزلي غير المدفوع الأجر من منظومة النشاط الاقتصادي في مصر؟ لماذا تعتبر الزوجة والأم المتفرغة لخدمة أفراد أسرتها للقيام بالأعمال المنزلية وتربية الاطفال واحيانا رعاية المرضي والمسنين ايضا انها «قاعدة في البيت». حول هذا المفهوم قامت الباحثة الدكتورة سلوي العنتري باجراء دراسة تم تجميعها في كتاب تولت نشره مؤسسة المرأة الجديدة تحت عنوان «تقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع للنساء في مصر» وعقدت ندوة لاستعراض ومناقشة هذه الدراسة القيمة في نقابة الصحفيين، اكدت الباحثة ان النساء في مصر متهمات بالعزوف عن المشاركة الاقتصادية وان ذلك يرجع للبيانات والتقارير الرسمية التي تشير إلي أن قوة عمل المرأة في مصر لا تتجاوز 22٪ من تعداد السكان وان هذه النسبة اقل من المعدلات في العالم وان المصطلح السائد عندما يشار للنساء غير المشتغلات هو «انها قاعدة في البيت» وان ما يقمن به من جهد وكد وتعب غير معترف به ولا يحتسب قيمته ضمن الناتج القومي رغم ما يقدمه من اهمية ورفاهية للمجتمع ككل.. لفت نظري احصائية جاءت في دراسة اعدها منتدي البحوث الاقتصادية في منتصف عام 2010 تشير إلي ان متوسط ساعات العمل المنزلي الاسري للنساء غير المتزوجات 20.8 ساعة مقابل 32.5 ساعة اسبوعيا في المتوسط للمتزوجات بدون اطفال وحوالي 51.7 ساعة اسبوعيا للمتزوجات ولديهن ابناء ومن هذا المنطلق تعالت الاصوات بضرورة إعادة توزيع وقت العمل المنزلي داخل الأسرة. استمعنا للعديد من التجارب في مختلف الدول حيث يمنح الأب في اليونان وكوريا وهولندا اجازة مدفوعة الأجر لمدة 3 أو 4 أيام عندما ترزق الزوجة بطفل وفي دول مثل البرتغال يمكن ان يحصل الاب علي اجازة بنصف الأجر لمدة 22 أسبوعا عندما يصبح ابا وان العديد من الدول يمكن للاب او الام او كليهما الحصول علي اجازة مدفوعة الأجر لرعاية الطفل، وناقشت الدراسة التجارب العالمية لحساب قيمة العمل المنزلي غير مدفوع الأجر وافردت بابا لدراسة العمل المنزلي والفكر الاقتصادي وطرق تقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع. واهمس في اذن من يهمه الأمر ان 30٪ من الاسر المصرية تعولها امرأة واسمحوا لي ان استعير مقولة تشير إلي ان المرأة تداوي وهي مجروحة وتواسي وهي مهمومة وتسهر وهي متعبة وتحزن مع من لا تعرفه، فعلينا الاهتمام بها والرفع من شأنها.