العنف من الظواهر التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير في المجتمع المصري, لذلك تبذل جميع الجهات المختصة جهودا حثيثة للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها. و هو سلوك يصدره فرد، أو جماعة، بصورة متعمدة ، صوب آخر أو آخرين، أو صوب ذاته بشكل مباشر، أو غير مباشر، مدفوعا بمواقف الغضب أو الإحباط، أو الدفاع عن الذات أو القيم الخاصة أو العامة أو الممتلكات، أو الرغبة في الانتقام، أو الحصول علي مكاسب معينة، ترتب عليه إلحاق أذي بدني، أو مادي، أو نفسي بالطرف الآخر. و أعمال العنف تعتبر متعددة الدوافع, قد تسبب التوتر المفرط للشخص القائم بالاعتداء أو غضبه الشديد من سلوكيات صدرت عن الضحية نحوه، أو لاعتقاده بأن الضحية بمثابة عائق يحول دون بلوغ أهدافه, أو نظرا لشعور المعتدي بالإحباط, أو للرغبة في الانتقام من شخص ما. وقد تكون أعمال العنف مدفوعة بأسباب أخري, منها الدفاع عن النفس, أو الممتلكات, أو الآخرين. ، ويرجع انتشار ظاهرة العنف في الآونة الأخيرة في المجتمع المصري إلي العديد من الأسباب التي قد تندرج تحت عدد من الفئات, منها الأسباب الاجتماعية والنفسية, والأسباب السياسية, والأسباب الاقتصادية. الأسباب الاجتماعية والنفسية: - حالة الإحباط التي قد تصيب الأفراد في المجتمع والتي تعتبر أهم عامل منفرد يؤدي إلي العنف. - التلوث السمعي والبصري وأحيانا الأخلاقي والذي اتخذ أشكالا متعددة في المجتمع المصري خاصة في الآونة الأخيرة منها الضوضاء والصخب والأخلاقيات المتدنية في الشوارع المصرية. - ضعف الوعي وتدني المستوي الثقافي لهما تأثير كبير علي مدي انتشار ظاهرة العنف في المجتمع المصري حيث إنه كلما قل الوعي زاد معدل الظاهرة. - تفشي ظاهرة العشوائيات, والاختناقات المرورية, والزحام, والإحساس بسوء توزيع الموارد الاقتصادية لتخدم فئات أعرض في المجتمع. - انتشار عدد كبير من القيم السلبية مثل الانتهازية والنصب والاحتيال والكذب ومحاولة الكسب السريع بغير جهد أو بأقل جهد, والرشوة والمحسوبية, مما يدعم الشعور بالظلم الاجتماعي لدي الأفراد. الأسباب السياسية - الإرهاب الذي يتسبب فيه الفكر الديني المتطرف الذي يكفر الآخر ويلغيه ويستبعده, والذي تسبب فيه التصادم الحضاري بين الشرق والغرب. - تراجع الدور السياسي للعديد من الأحزاب مما يعطي إحساسا للمواطنين بعدم وجود قنوات تعبير مؤثرة, وبانسداد مسارات الحوار. - عدم الجدية في مجال العمل الاجتماعي والحقوقي حيث إن بعض الهيئات والجمعيات الاجتماعية والحقوقية تركز علي الجانب الإعلامي وتعمد إلي تضخيم ما تقوم به من فعاليات دون التركيز عل مضمون العمل نفسه. - ضعف القنوات الشرعية التي يمكن من خلالها أن يعبر المواطن عن رأيه تسبب في حالة من مشاعر الرفض والغضب. الأسباب الاقتصادية - الفقر والبطالة وفقدان فرص العمل وزيادة الأسعار، الظروف الاقتصادية السيئة قد تدفع إلي القيام بأعمال عنف منها البلطجة مقابل الحصول علي الأموال. - الاقتصاد بتقلباته له تأثير علي المجتمعات الفقيرة، وهو من الأسباب الخطيرة المحركة لأعمال العنف ومنها الإرهاب، فالطبقات التي تعاني من تدهور الخدمات وكذلك الظروف المعيشية السيئة بسبب انتشار البطالة قد يتجهون إلي التطرف في الفكر, هذا سيولد الإحباط لديهم والذي غالبا ما سيتحول إلي عدوان وعنف. - انعكاس آثار الأوضاع الاقتصادية السيئة علي الشباب وتنشأ تربة صالحة للتطرف تزود الجماعات المتطرفة بأعضاء يعانون من الإحباط, وافتقاد الشعور بالأمان والأمل في سبل مواجهة ظاهرة العنف.. وللحديث بقية . كاتب المقال : رئيس البرنامج القومي للإصلاح التشريعي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء