تحت شمس قطر الحارقة يموت نيبالى كل يومين عامل نيبالي يموت كل يومين لبناء ملاعب كأس العالم بالدوحة انتقدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية حديث الشيخ تميم بن حمد امير قطر في واشنطن عن التعددية وعدم الاقصاء ووصفته بأنه "عين الرياء". وكتب الياس جرول مقالا يسخر من التناقضات التي جاء بها امير قطر في حديثه للاعلام وللرئيس الأمريكي باراك أوباما. قال جرول: عندما كتب زعيم قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان في "نيويورك تايمز" عن ضرور ة محاسبة الزعماء الفاشيين، ربما لم يكن يتحدث عن نفسه. في واشنطن، وقبل اجتماعه بالرئيس باراك اوباما في المكتب البيضاوي، استعرض تميم الرسالة التي سينقلها إلي نظيره الأمريكي بكذبة كبري: "ان مناقشة الأسباب الحقيقية للارهاب سوف تتطلب نظرة اعمق وفترة اطول ونهجا استراتيجيا أرحب للمشكلة.. كما تتطلب زعماء سياسيين لديهم الشجاعة للتفاوض علي حلول للنزاعات الاقليمية تعتمد علي التعددية وعدم الاقصاء وتقاسم السلطة". هذا الكلام صادر من شخص تسلم عرش بلاده من والده.. وكانت قطر «ذات نظام الحكم الملكي الوراثي» قد خططت لتجنب رياح الربيع العربي العاصفة بمساومة اصيلة لحكم اسرة آل ثاني: الاذعان للنظام الفاشي مقابل ثروات طائلة. الغريب انه عندما تحدث تميم بشأن محاسبة الطغاة، لم يرد إلي خاطره انه يتهكم علي انتهاكات حقوق الانسان التي تغاضت عنها حكومته في التجهيز لمسابقة كأس العالم 2022، وهي الصفقة التي شابتها اتهامات عديدة بالرشوة. فقد اعتمدت قطر علي العمالة المهاجرة لتشييد الملاعب والبنية التحتية ذات الصلة.. ووصف دعاة حقوق الانسان شروط العمل بأنها احد اشكال العبودية الحديثة.. أكثر من ذلك، اوردت تقارير ان معدل العمال النيباليين المهاجرين الذين يلقون حتفهم اثناء العمل في هذه المشروعات واحد كل يومين.. وعلي الرغم من صعوبة الحصول علي احصائيات دقيقة، فانه من المرجح ان مئات العمال المهاجرين فقدوا ارواحهم اثناء عملهم في قطر. هذا بالطبع، شئ لا يذكر مقارنة بالتعاون القطري الأمريكي فيما يخص "التفاوض لايجاد حلول اقليمية تعتمد علي التعددية وعدم الاقصاء وتقاسم السلطة" كما ذكر تميم في "نيويورك تايمز".. بعد اجتماع المكتب البيضاوي، تعهد أوباما وتميم بالتضامن في المعركة ضد مليشيات تنظيم داعش: "نحن ملتزمون بضمان هزيمة داعش". في السنوات الأخيرة، صعد نجم قطر من خلال دورها كوسيط يمكن الاعتماد عليه بين الولاياتالمتحدة والكثير من الحركات الاسلامية في الشرق الأوسط.. فقد توسطت قطر لاطلاق سراح الكاتب الأمريكي بيتر ثيو كورتيس وتفاوضت لتبادل سجناء مع طالبان لضمان حرية الرقيب بالجيش الأمريكي بويي بيرجدال.. وتستضيف قطر علي اراضيها احدي اهم القواعد الجوية الأمريكية. في الوقت نفسه، تستخدم قطر ثروتها النفطية لتمويل انشطة الجماعات الاسلامية في المنطقة. ويعتقد مسئولو المخابرات الأمريكية ان قطر دعمت ماليا الجماعات الارهابية او علي الأقل غضت الطرف عن الممولين القطريين الذين يدعمون منظمات مثل جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا). وتنفي قطر بشدة هذه الاتهامات، وتدعي انها تلعب دورا ضروريا في المساعدة لتحرير الرهائن الغربيين وخلق ما وصفه وزير خارجيتها ب"جسور للحوار". ليس غريبا ان الوضع الذي اتخذته قطر كوسيط بين شخصين ساعدها في ان تكون بمعزل عن الانتقادات بشأن سجلها في حقوق الانسان.. اما بالنسبة لمقال الرأي الذي كتبه تميم في نيويورك تايمز، فيعطي انطباعا بانه وصل إلي واشنطن باعتباره ديمقراطيا اصلاحيا وليس احد اللاعبيين الكبار في السياسات الاستبدادية بالشرق الأوسط.