رغم حزني وألمي الشديدين علي ما يجري الآن في السودان الشقيق ، الا انني أؤمن تماما أن أي قرار يتعلق بالسودان هو خاص بأبنائه ، وليس لأي احد غيرهم- ايا كان- حق التدخل ، او حتي إبداء الرأي ، فأبناء الشعب السوداني هم فقط الأقدر علي معرفة مافيه مصلحتهم ، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتحديد مصير وطن وأجيال حاضرة وقادمة .. والمستقبل. لا يرتبط رأيي بجانب سياسي ، بقدر ما يرتبط بانتمائي لوطن احيا علي ارضه واقدس كل حبة تراب فيه ، وأرفض تدخل أي أجنبي أوأي جهة خارجية أيا كانت في شئون بلادي الداخلية ، حيث أعتبر ذلك انتهاكا لسيادة وطني ، وهي جريمة ليس بعدها جريمة ، وأعتقد انه يشاركني في هذا المبدأ كل مواطن غيور علي وطنه ، ولكن ما يحيرني بالفعل هو مواقف بعض الدول والتي تدعي انها الراعية للديمقراطية وللحرية في العالم ، بينما هي أول من ينتهك الديمقراطية وحرية الشعوب ، فقد أدهشني تصريح السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي والذي ادلي به عشية الاستفتاء علي إنفصال السودان أووحدته ، وتضمن أنه سيتم تقديم حوافز للسودان في حال مضي الإستفتاء علي الجنوب بسلاسة ، وفي اليوم التالي أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن إجراء استفتاء هاديء ومنظم يمكن أن يضع السودان من جديد علي طريق إقامة علاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة ، وحذر الرئيس الامريكي من ان استفتاء تسوده الفوضي سيؤدي الي مزيد من العزلة والعقوبات علي السودان ، وبالطبع علي السودان ان يختار ويقرر مصيره دون اي تدخل من خارجه ، لينعم بالديمقراطية .. ولتحيا الديمقراطية.