الحب فى زمن الاحتلال اليكترونيا خاطب عقلها فأحبته وشعرت بجمالها من حبه لها..قد تبدو قصة حبهما عادية فما الضرر في أن يحب شاب فتاة أسرت روحه وتغرم فتاة بشاب أسر قلبها..اجتمع القلبان بمباركة الأهل وتمت خطبتهما ولكن وقبل ان تتوج قصة حبهما بالزواج يقفان علي عتبة الحلم وتمتلئ عيونهما بالحسرة في انتظار حق جعلته السياسة في حكم المستحيل. فالعروس داليا شوارب (32 عاما) تعيش في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة والعريس راشد سمير (35 عاما) يعيش في مدينة نابلس في الضفة الغربية وليست الرومانسية من بين الاسباب التي تدفع إسرائيل إلي فتح معابرها وحواجزها الأمنية بين سكان الضفة وغزة. ومع ذلك تشبثت داليا بالحلم فراشد خطيبها الذي التقت به في الاردن عام 2011 وارتبطا معا باهتماماتهما المشتركة ومنها حبهما للكبسة السعودية.. هو حب حياتها..نبض قلبها الذي يدق ولن يرحل إلا بموتها..ذلك الحبيب العطوف الطيب الذي يسعدها بكل الطرق..لماذا تدع هذا الحلم الجميل وربما الوحيد يموت داخلها باليأس..فالحب ليس ذنبا والزواج من حبيبها ليس ذنبا لكن الذنب الذي لا يغتفر هو أن تتنازل عن حبيبها. أرسلت داليا خطابا للرئيس الفلسطيني محمود عباس وأنشأت صفحة علي الفيس بوك بعنوان " زفوا العروس إلي عريسها" ومازالت تنتظر. داليا وراشد هما قصة من بين آلاف القصص في فلسطين التي تحكي مآسي البعاد بين الاهل والاحباب فالمشكلة ليست فقط أن الفلسطينيين محاصرون ويقتلون بأيدي قوات الإحتلال..ولكن ان حتي من ينجو منهم من الموت يعيش في شتات حتي وهو داخل بقايا الوطن..فممنوع علي الاسر التي تعيش في الضفة ان تزور عائلاتها في غزة إلا بإذن من الاحتلال الذي لا يجيز السفر الا في حالات نادرة منها سفر ايتام وكبار السن لدور رعاية مسنين ولكن لن توافق قطعا لطيور حب تريد الزواج ان يجمعها عش واحد. في حين طالبت منظمات حقوقية مرارا بالحق في أن يلتئم شمل الاسر الفلسطينية. فكم من حالات مشابهة احتجزت في نابلس ولم تستطع السفر لعائلاتها في غزة منذ اكثر من عشر سنوات. ورغم ان قصة داليا وراشد اثارت تعاطف الجميع الا ان البعض يطالب الفتاة بأن تعيد التفكير لان الاختيار بين الاهل والحبيب ليس اختيارا سهلا فلو اختارته ستكتب علي نفسها أن تعيش في عزلة عن عائلتها لا يعلم مداها الا الله. أما داليا فتري أنها لا تبحث عن الزواج من أجل الزواج فقد سبق وتقدم لها الكثير من الشباب في غزة، لكنها تريد الزواج من حبيبها حتي لو انتظرته سنوات وسنوات بجانب فستان زفافها الذي اشترته منذ 3 سنوات وتعلقه في غرفتها ويظهر كخلفية لمحادثاتها مع راشد عبر اسكايب كل يوم وكأنهما في غربة دون أن تفقد أملها في انها سترتديه يوما ما دون أن يجبرها الاحتلال علي أن تختار بين حبيبها وأهلها..وربطت مصيرها بمصير وطن يعيش في قلوب الفلسطينيين لم يتبق منه غير حكايات لأشباح لا يراها العالم تحكي قصصا موجعة.