عار على داعش إعدام الرهائن حرقا قدم تنظيم داعش صورته الوحشية والبربرية للعالم عندما ذبح أول رهائنه الصحفي الأمريكي جيمس فولي أغسطس الماضي، لتتواصل بعدها عمليات ذبح الرهائن الواحد تلو الآخر بعد عمليات تفاوض فاشلة مع حكوماتهم أسفرت حتي الآن عن مقتل 8 رهائن أجانب. وإمعانا في ترسيخ صورة داعش باعتباره تنظيما جاء من جهنم تمت عملية قتل جديدة لأول رهينة عربي وهو الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي تخلصوا منه بأسلوب أكثر بشاعة حيث وضعوه في قفص حديدي وأحرقوه حيا. لتدخل المواجهات مع التنظيم الإرهابي مرحلة أخري بعد أن تأكد العالم أنه يواجه إرهابا لتنظيم من أنصار الشيطان لا ملة له ولا دين. ورغم كل المساعي التي بذلت سابقا وقنوات الاتصال التي فتحت سريا مع التنظيم من أجل التفاوض لاطلاق سراح الرهائن الأجانب كان لعملية التفاوض مع الشهيد الأردني والرهينتين اليابانيتين وضع آخر، فداعش تفاوضت مع الرهائن الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والكنديين من أجل المال ودفع الفدية بينما كان التفاوض الأخير لإطلاق سراح ساجدة الريشاوي الإرهابية التي تحتجزها الأردن والمحكوم عليها بالإعدام لتفجيرها 3 فنادق في الأردن مع زوجها عام 2005 وبينما حكمت المحكمة عليها بالإعدام عام 2006 إلا أن الحكم لم ينفذ غير فجر الأمس انتقاما لقتل الطيار الأردني بهذه الوحشية. وأفادت وزارة الداخلية الأردنية في بيان لها أنه تم تنفيذ الحكم في ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي و4 متهمين آخرين شنقا حتي الموت فجر الأربعاء بعد ساعات من بث فيديو حرق الكساسبة في حين أعلنت الأردن أن الطيار الأردني قتل في الثالث من يناير في الوقت الذي كانت داعش توهم الجميع بأنها تتفاوض لإطلاق سراحه والرهينتين اليابانيين إذا أفرجت الأردن عن ساجدة. وبعد بث فيديوهات ذبح الرهائن اليابانيين والكساسبة تأكد للجميع أن التفاوض مع داعش يؤدي لنفس نتيجة عدم التفاوض فالتنظيم الذي دأب علي التربح من الفديات مقابل إطلاق سراح الرهائن العرب من العراقيين والسوريين الذين يختطفهم في البلدين، لم تنجح معه نفس السياسة عندما تعلق الأمر بالدول الكبري التي وصل الأمر في بعض جولات التفاوض إلي دفع 200 مليون دولار ولكن دون جدوي. وأصبح السؤال الذي يطرحه الجميع الآن كم بقي من الرهائن لدي داعش؟ وكيف يا تري ستكون طريقة قتلهم ؟ وما جدوي التفاوض معهم إذا كان المصير واحدا؟ 21 رهينة المعلوم حتي الآن أن التنظيم كان يحتجز 21 رهينة قتل منهم حتي الآن 9، في حين أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنهم يحتجزون أيضا عاملة إغاثة أمريكية صغيرة السن (26عاما) كانت تعمل لصالح ثلاث منظمات إنسانية قبل اختطافها في سوريا العام الماضي. وربما تكون هي الضحية القادمة. وكانت عملية التفاوض الوحيدة التي نجحت مع داعش، هي الإفراج عن الرهائن الأتراك ال49 ويقال إن صفقة إطلاق سراحهم، تمت نظير الإفراج عن مطلوبين وتسديد الفدية. وكان التنظيم قد ذبح الرهينة الأول الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي اختطف عام 2012، في سوريا. وطلب خاطفوه فدية قدرها 132 مليون دولار للإفراج عنه. وقد بدأ أقاربه والجهة التي كان يعمل لصالحها في جمع الأموال لكنه قتل. وفي فيديو ذبح فولي، ظهر صحفي أمريكي آخر هو ستيفن سوتلوف وقد هدد التنظيم بأنه سيلقي مصيرا مماثلا إذا استمرت الضربات الجوية الأمريكية. ونفذ داعش تهديده في 2 سبتمبر 2014 بعد أسبوعين من قطع رأس فولي. قطع الرؤوس وبث مقاتلو تنظيم "داعش"، شريطا مصورا في 13 سبتمبر 2014، يصور قطع رأس موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز، حمل عنوان "رسالة إلي حلفاء أمريكا" وقيل إن إعدامه جاء ردا علي تصريح لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعلن فيه عزم حكومته علي مساعدة الحكومة العراقية وقوات البشمركة الكردية ضد داعش. ثم نشر تنظيم "داعش" فيديو يظهر أحد مسلحي التنظيم وهو يقوم بقطع رأس الرهينة البريطاني آلان هينينج في أكتوبر 2014، وكان آلان هينينج ضمن قافلة معونة تنقل الإمدادات الطبية إلي مستشفي في شمال غرب سوريا في ديسمبر 2013 حينما أوقفها مسلحون وخطفوه. وأظهر فيديو نشره تنظيم "داعش" للصحفي البريطاني "جون كانتلي"، المختطف لدي داعش وهو يتجول داخل المربع الأمني في مدينة كوباني، وفي خلفيته الحدود التركية السورية إضافة لعدد من اللقطات لطائرة بدون طيار تابعة للتنظيم قامت بتصوير المدينة. وتطورت عمليات الابتزاز من قبل التنظيم الإرهابي حيث أعلن عن "ذبح" الرهينة الياباني هارونا يوكاوا، في 25 يناير 2015، بعد انقضاء المهلة التي أعطيت للحكومة اليابانية لدفع الفدية للخاطفين، كما طالب التنظيم من الأردن الإفراج عن السجينة ساجدة الريشاوي للعدول عن إعدام الرهينة الياباني الثاني كينجي جوتو والطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة. صفقات مشينة وفي 28 يناير، جدد التنظيم الإرهابي تهديده بقتل الطيار الأردني مرة أخري في حال رفض الأردن الإفراج عن الريشاوي، في حين طالبت الأردن دليلا علي أن الكساسبة لا يزال علي قيد الحياة..وهو ما لم يحدث..ولا تتوقف البشاعة عند حدود القتل حيث يس عي التنظيم الآن لبيع جثة فولي مقابل مليون دولار لمن يدفع وهذه سلسلة جديدة في حلقة الصفقات اللاإنسانية المشينة التي ربما يعتمد عليها التنظيم كمصدر دخل في الفترة المقبلة.بئس الإرهاب والإرهابيين.