أعلن تنظيم «القاعدة في اليمن» تبنيه الهجوم الذي استهدف مقر المجلة الفرنسية «شارلي إبدو», مشيراً إلي أن الهجوم يأتي ردا علي «رسومات مسيئة للإسلام». وأكد التنظيم في تسجيل صوتي بلسان أحد قياديه ويدعي حارث النظاري وجود اتصال بين منفذي هجوم باريس وتنظيم «القاعدة في اليمن» وهدد النظاري فرنسا بشن مزيد من الهجمات. وكان شريف كواشي, أحد الشقيقين اللذين نفذا الهجوم علي المجلة الأسبوعية الساخرة, ما أوقع 12 قتيلاً و11 جريحاً, قال لقناة تليفزيون فرنسية قبل مقتله إن «تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن» قام بتمويله, وأرسله للقيام بذلك. وقام شريف وشقيقه سعيد بعد فرارهما إثر الهجوم الدامي باحتجاز شخص في مطبعة في بلدة تبعد مسافة 40 كيلومتراً شمالي باريس, في حين احتجز مسلح آخر يدعي أمدي كوليبالي رهائن بمتجر يهودي بباريس في عملية أخري. وأنهت قوات الأمن الفرنسية, مساء الجمعة, عمليتي الاحتجاز بقتل الشقيقين وأمدي كوليبالي, الذي أكد لتلفزيون فرنسي قبيل مقتله إنه ينتمي إلي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش), لكنه «نسق» تحركه مع الشقيقين كواشي. وأوقعت 3 أيام من الرعب في باريس 17 قتيلا و20 جريحا. ويعتقد مسئولون استخباراتيون أمريكيون أن سعيد كواشي, الشقيق الأكبر لشريف, تلقي تدريباً علي الإرهاب من فرع «القاعدة في اليمن» علي مدار شهرين في عام 2011, بهدف العودة إلي فرنسا للقيام بهجمات. كما تشتبه السلطات اليمنية في أن سعيد كواشي قاتل في صفوف تنظيم «القاعدة في اليمن». ميدانيا, حثت الحكومة الفرنسية أمس المؤسسات الأمنية للبقاء علي حالة التأهب بينما يعمل الآلاف من قوات الأمن علي منع هجمات جديدة ومطاردة مشتبه بهم آخرين علي صلة بالعمليات الارهابية التي شهدتها فرنساخلال ثلاثة ايام. وانتشرت قوات الأمن في انحاء العاصمة الفرنسية لحراسة دور العبادة والمواقع السياحية والتجهيز لمظاهرة تضامنية ضخمة اليوم دعا اليها الرئيس الفرنسي فراسوا اولاند من المقرر ان يشارك فيها مئات الآلاف من المواطنين للتأكيد علي وحدة فرنسا.. وسوف ينضم اليها كبار القادة الأوروبيين. وأكد وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازينوف علي ان السلطات سوف تبذل ما بوسعها لتأمين هذا الحدث. ودعا عقب اجتماع امني طارئ مع أولاند صباح امس إلي الابقاء علي حالة «التأهب القصوي», قائلا: «نحن معرضون لمخاطر». وقال كازينوف ان التحقيقات تركز علي تحديد ما اذا كان الارهابيون جزءا من شبكة متطرفة اكبر. وتحتجز السلطات خمسة اشخاص في اطار التحقيقات إلي جانب افراد من عائلة منفذي الهجمات. ويواجه معظمهم اتهامات اولية حتي الآن.