"نحن مع الدولة الإسلامية وأنتم مع اوباما والكفار" هكذا قال أحمد أبو غلوس في قاعة احدي المحاكم ألاردنية بعدما حكم عليه بالسجن 5 سنوات لاتهامه بترويج أفكار جماعة إرهابية علي الإنترنت. أبو غلوس لم يكن الوحيد المتهم في تلك القضية وإنما كان ضمن 25 اخرين متهمين بدعم مقاتلي داعش الذين يسيطرون علي أجزاء واسعة من سوريا والعراق، ويبعثون برسائل تهديد لأمن الدول العربية الأخري، ومن هؤلاء المتهمين ثامر الخطيب الذي تساءل في المحكمة عن السبب وراء عدم محاكمة المتعاطفين مع بشار الأسد بينما يقتل النساء والأطفال، وهو التساؤل الذي تقول صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها أنه وجد صدي لدي المسلمين السنة في الأردن وخارجها، في ظل متابعتهم لتحركات الحكومات الغربية وحلفائها العرب للحشد ضد الجهاديين، بينما الأسد له اليد العليا علي الأرض،وإسرائيل مازالت تحتل فلسطين. مشهد محاكمة المتعاطفين او المروجين لداعش، أصبح معتادا في الأردن خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل تكثيف المملكة لملاحقة أي إشارة ولو ضعيفة للتعاطف أو الاشتراك مع داعش أو غيرها من التنظيمات المتشددة خاصة جبهة النصرة (الجناح السوري لتنظيم القاعدة)ويقول المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن الأردن يريد حرمان تلك التنظيمات المتشددة من أية أساس فكري يستندون عليه، موضحا أنه يمكن القضاء علي الأهداف العسكرية الا أن المواجهة الأمنية والفكرية ستظل قائمة، وهؤلاء الإرهابيون يجب ألا يجدوا بيئة مرحبة بهم". الأردن هي واحدة ضمن 4 دول عربية تشارك في التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد داعش، ولكنها الوحيدة التي تملك حدودا مشتركة مع سوريا والعراق. ونتيجة للإجراءات الحكومية، فإن قادة الفكر السلفي الجهادي الأردن إما خلف الأسوار أو صامتون خائفون من الاعتقال بواسطة شرطة المخابرات السرية القوية، كما تم الإطاحة بالائمة المتشددين، وفي نفس الوقت أطلقت حملة دعائية حكومية موسعة تروج لما يردده الملك عبد الله الثاني عن قيم الإسلام المتحضرة ورفض المدرسة التكفيرية التي تنتهجها داعش للقتل الوحشي لمن تصفهم بالمرتدين أو الكفار. ويعتبر القلق الأساسي لدي الأردن ليس من استيراد الإرهاب، وإنما من قيام مواطنين داخل البلاد بتصنيع قنابل أو غيره من الأفعال الإرهابية التي تروج لها داعش. ويري الوزير السابق عدنان أبو عودة جانبا آخر لأسباب تعاطف او انضمام الأردنيين لداعش حيث يقول ان الايدلوجية مهمة ولكن الفقر وقلة الحيلة يؤثران بشكل أكبر, وخاصة في الشباب مشيرا إلي أن الكثير ممن انضموا إلي داعش حصلوا علي قدر قليل من التعليم وليس لديهم وظيفة ليخسروها وبالتالي فان أي راتب ستعرضه داعش سيكون أكثر مما يحصلون عليه وهم في منازلهم. ولكن يبدو ان الحملة الحكومية ضد مؤيدي داعش نجحت في أهدافها حيث اختفت أعلام التنظيم السوداء من جنوبالأردن، كما تختفي عبارات التأييد للتنظيم علي الجدران علي الرغم من وجود عبارات الموت لإسرائيل، وذلك كله بفضل إلقاء القبض علي المئات من المتعاطفين مع داعش في أرجاء البلاد. أبو عودة قال إن الأمن مهم بالطبع ولكنه أكد أن البلاد تحتاج إصلاحات اقتصادية وسياسية قائلا: "حتي إذا هزمت داعش في الميدان فإنك لن تقضي عليهم ولكي تقتل فكرتهم تحتاج إلي الإصلاح في العالم العربي حيث ان داعش ساعدت المتباطئين في تحقيق الإصلاح لإيجاد مبرر لذلك علي الرغم من أن غياب الإصلاح هو السبب وراء ظهور داعش".