سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفكرون وعلماء الدين والاجتماع يرحبون باقتراح شيخ الأزهر »بيت العائلة المصرية« سالم عبدالجليل: الاقتراح وسيلة حگيمة لتأگيد التآخي وحل الأزمات والتعريف بالدين الصحيح
د. ابتسام حبيب عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سبق وأن تقدمت باقتراح لمجلس الشعب في الدورة السابقة عندما كانت عضوة بالمجلس لإنشاء مجلس أعلي للمواطنة أسوة بالمجالس العليا المخصصة للموضوعات المهمة، لأن قضية المواطنة تستحق الاهتمام من حكماء الوطن ولابد ان يكون لهذا المجلس آليات معينة لتنفيذ أهدافه وأن تكون له فروع بالمحافظات وهي صورة مصغرة للمجلس الرئيسي لكي تتولي حل المشكلات والخلافات بين المسلمين والمسيحيين، ولأنها لجان محلية فسوف تشعر بالأحداث قبل وقوعها وتعمل علي تلافي الأخطاء قبل تفاقمها. وتري ان فكرة فضيلة الإمام الأكبر د. احمد الطيب شيخ الأزهر، عن تشكيل لجنة من الأزهر والكنيسة باسم »بيت العائلة المصرية« سوف تلقي استحسانا من جميع العقلاء والمثقفين في مصر وما أكثرهم. واقترح ان تتكون من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والعديد من المدنيين خاصة من رجال القضاء السابقين والمفكرين والمثقفين ولا يكون مقرها القاهرة فقط. وأن تتلقي الشكاوي وتبحثها وتعمل علي حلها أولا بأول لتلافي أي أحداث طائفية. صلاحيات مطلقة ويرحب الأنبا مرقص أسقف شبرا، بهذه الفكرة ويعتبرها خطوة أولي لحل المشكلات الدفينة الموجودة في المجتمع المصري موضحا انه دعا منذ أكثر من 01 سنوات لتأسيس هذه اللجنة، عندما ظهرت علي السطح بوادر أزمات بين المسلمين والمسيحيين، واصفا هذه اللجنة بأنها ستحقق أهدافها في إزالة أية أسباب للاحتقان الطائفي والتوتر بين الطرفين، وتكون بالفعل صوتا واحداً للأزهر والكنيسة وتوضح سماحة الدينين، وكل ذلك سيتحقق في حالة أن تكون لهذه اللجنة صلاحيات اتخاذ القرار وتنفيذه بمعني انه إذا تم دراسة موضوع ما وبحثه ووضع حلول له، فلابد ان يكون من صلاحيات اللجنة اتخاذ القرار وحل المشكلة ولا يقتصر دورها علي وضع توصيات قابلة أو غير قابلة للتنفيذ، ويطالب بأن يصدر بهذه اللجنة قرار جمهوري لتكون اللجنة ذات فاعلية، وأن تضم هذه اللجنة رجال قانون واجتماع وسياسة وألا تقتصر علي رجال الدين فقط. مبادرة رائعة ومن جانبها تشير الدكتورة آمنة نصير استاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ان مشروع »بيت العيلة المصرية« هي مبادرة رائعة تعود بنا إلي أخلاقيات الريف المصري وبيت العيلة الذي يتم فيه حل المشاكل والمشاحنات التي تحدث بين الأخوة والأبناء بشكل ودي دون الحاجة إلي تدخلات خارجية، فهذه اللجنة تكون صوتا للمصريين مسلمين ومسيحيين، وتعمل علي إزالة أي أسباب أو مقدمات تسبب احتقانا طائفيا بين أبناء الشعب المصري، موضحة ان أي تواصل من هذا المنطلق الكريم هو أمر محمود عواقبه لأن »بيت العيلة المصرية« سيساهم في القضاء علي الكلام الذي يتم ترديده في أن المسلمين ضيوف أو المسيحيين ضيوف والذي تسبب في إحداث بلبلة طائفية منذ عدة أسابيع، كما انه يعود بنا إلي ثقافتنا الموروثة في أن يكون لبيت العيلة قائد وزعيم وتحل فيه المشكلات وتُناقش في جو أخوي تام دون الحاجة إلي تدخلات من الفاتيكان أو أي جهة أخري من الجهات التي تريد التحرش بمصر. توضح استاذ العقيدة انه لابد من أن تطبق هذه الدعوة علي أرض الواقع وأن تضم حكماء الأمة من الدينين الإسلامي والمسيحي وأن تضم هذه اللجنة كل التوجهات الفكرية والسياسية ورجال الثقافة والفكر والفن والدين والشباب والشيوخ بمعني ان تضم مختلف طوائف وطبقات وفئات المجتمع وأن يكون الاختيار والانتقاء بناء علي معايير دقيقة، وأن يكون دورها متابعة هذه المشكلات الطائفية التي تمس المسلمين أو المسيحيين ودراستها وتصعيدها إلي الجهات المختصة التي لديها حل للمشكلات، محذرة من أن تقتصر هذه اللجنة وهذا البيت علي رجال الدين فقط، حتي لا يتم تغليفها في إطار ديني وتصنف علي انها نوع من التطرف. وأن يكون الاختيار بناء علي معايير دقيقة حتي يكتب لهذا المشروع التوفيق والاستمرار وأن تكون هناك أطر ومبادئ أساسية يتم وضعها منذ البداية حتي لا يصبح مجرد رمز أو بيت يغلق أبوابه ويمتلئ بالكساد، وحتي لا يتحول أعضاء تلك اللجان إلي مجرد أشخاص يجلسون علي »مصاطب« يتحاورون في أشياء لا تخرج خارج جدران البيت وحتي لا يصبح المشروع حينها بلا فائدة. تحسين الصورة في الخارج ويضيف الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة ان المشروع يضاف إلي الإنجازات الضخمة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والتي تعبر دائما عن بُعد نظره وأفقه العميق، وأن هذه الفكرة القيمة ستكون علي أولي خطوات الطريق الصحيح لحل الأمور المتأزمة والسبيل الوحيد لتعريف المواطنين بأمور دينهم وعرض حياة التآخي التي يعيشها المصريون والمودة التي تجمع المسلمين والمسيحيين، وسيكون لهذا البيت دور رائد حيث سيكون هناك اجتماع اسبوعي يتم فيه عرض الأمور المهمة والخاصة بالمسلمين والمسيحيين ومعرفة الحكم الشرعي بها، لأن الهدف الأساسي من هذه اللجان هو محاولة الإصلاح الداخلي ومحاولة نبذ التعصب والفتن الطائفية التي تحاول أيادي خارجية زعزعة الاستقرار وإحداث انفصام في نسيج المجتمع المصري الذي يعيش أبناؤه منذ قديم الأزل. ولايزال يعيشون في وئام وتآخ ومودة ومحبة بصرف النظر عن الديانة أو المعتقدات. ويؤكد وكيل وزارة الأوقاف ان هناك بالتأكيد هدفا ساميا وهو التوجه خارج حدود مصر ليري العالم أجمع الصورة الحقيقية للعيش في سلام وأمان بين المسلمين والمسيحيين في مصر، ولإبراز صورة الدين الصحيح للعالم وللمسلمين والمسيحيين في معظم الدول الأوروبية، موضحا ان إضافة بعض الخبراء الاجتماعيين والقانونيين والسياسيين سيمثل إضافة لعمل هذه اللجان وسيساعدها بشكل كبير في تحقيق أهدافها المرجوة. المدرسة هي الأصل أما د. عزة كريم استاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية فتري ان تشكيل اللجان لم ينجح في حل المشكلات من قبل بدليل وجود عشرات اللجان التي تشكل في الأزمات وينتهي دورها سريعا، أما العائلة المصرية فتحتاج إلي تكوين فكر واتجاه تجاه الآخرين وتجاه المجتمع وهذا لا يتأتي من خلال اللجان الرسمية ولكن تصحيح القيم والأوضاع الاجتماعية يأتي من خلال المدرسة والإعلام، فالمناهج الدراسية لابد أن تحتوي علي جزء خاص بالقيم والأخلاق واحترام الأديان والعطاء والعلاقات الإنسانية فيما لايزيد عن 02 ورقة مثلا، وبشكل مبسط بعد اختصار المناهج الحالية إلي النصف، لأن الأطفال يكرهون المناهج الطويلة، ولأن المدرسة هي التي تربي الأجيال وليست الأسرة لأن نصف الأسر المصرية فقيرة ووعيها قليل ومشغولة بالبحث عن لقمة العيش ولن تتمكن من غرس التربية المناسبة لهذا فالأمل كله علي المدرسة دون غيرها بصرف النظر عن موقف الأسرة من الآخر. والمدرسة هي أساس التربية الأخلاقية للطفل إذا تخلصنا من المناهج المفسدة للصغار والكبار، أما الإعلام فلابد من تكثيف الأعمال الدرامية التي تضم الأسر المسيحية والمسلمة، وتنشر قيم التسامح والإخاء. وتضيف د. عزة: ان المجتمع كله أصبح يعاني من حالة ضعف فلابد من استيعاب هؤلاء الشباب وتحقيق احتياجاتهم الفعلية وعدم تركهم فريسة للتطرف الذي يوجه افكارهم ويسيطر عليهم. والحل في التنشئة السليمة وتربية الطفل علي القيم الأخلاقية وتطوير المناهج وتوضيح الأفكار المغلوطة عن الدين الإسلامي والمسيحي في الأفلام والمسلسلات لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.