رسم توضيحى لاستهداف كمين كرم القواديس وطريق هروب الجناة الي الشيخ زويد وجبل الحلال عقب التنفيذ «حساسين».. كلمة من ستة احرف لكنها كانت كافية لتكشف لرجال التحقيقات العسكرية ولأهالي شمال سيناء جنسية عدد من منفذي مذبحة ضباط وجنود كرم القواديس.. بعثة «الأخبار» إلي العريش نجحت في كشف تفاصيل تنشر لاول مرة عن تلك المذبحة البشعة التي ستظل عالقة في اذهان المصريين لسنوات قادمة.. حاولنا خلال عمليات استقصاء استمرت أربعة أيام ان نبحث عن الحقيقة وليس الاثارة.. وحاولنا اكثر ان نضع ايدينا علي اجابات ثلاثة اسئلة مهمة تشغل الرأي العام أولها من نفذ تلك المذبحة واستباح دماء خير اجناد الارض وعددهم. والثاني كيف قاموا بتنفيذها؟.. الثالث لماذا لم تكشف السلطات المسئولة عن صور الشهداء وهم مدرجون في دمائهم أمام كمين كرم القواديس كما حدث من قبل في الاحداث المشابهة؟ نعود قليلا الي الكلمة المفتاح في تلك الجريمة البشعة.. «حساسين» وهي حسب معجم اللغة العربية المعاصر وهي مفرد كلمة حسون عصفور غرِّيد جميل الألوان يُصاد ويربَّي في أقفاص لجمال ريشه وصوته وقالت احدي أهم شهود الواقعة وهي سيدة «60 عاما» مقيمة في أحد المساكن القريبة من كمين القواديس انتقلت منه عقب الحادث إلي العريش وطلبت عدم ذكر اسمها وقالت انها قبل يومين من الهجوم كانت ترعي عددا من اغنامها بالخارج وبالقرب من كمين كرم القواديس وفوجئت بوجود شخصين غريبين يتجولان في المنطقة الصحراوية المحيطة بالكمين وعندما التقتهم سألتهم عن سبب تواجدهم في المنطقة فردوا عليها بأنهم جاءوا لاصطياد ال «حساسين» فتعجبت السيدة حيث ان هذه الكلمة لا يستخدمها سكان المنطقة أو حتي بدو سيناء ولكنها متداولة بين سكان منطقة غزة وأهل فلسطين والشام وهي كلمه تعني العصافير وبعد دقائق ابتعد الشخصان عن المكان وادلت السيدة بتلك المعلومات لرجال التحقيقات وسكان القرية وتبين بعد ذلك ان نفس الشخصين تم مشاهدتهما وقت وقوع الجريمة وبحوزتهما أسلحة وقذائف هاون. ووصف شهود عيان من سكان المنطقة للاخبار موقع كمين كرم القواديس الذي تم استهدافه حيث يقع علي مفترق طرق ويبعد عن كمين الخروبة الواقع شمالا علي الطريق الدولي العريش \رفح بنحو 3 كيلو مترات بينما يقع جنوب الكمين قرية الكيلو 8 ومن جهة الشرق قرية ابو لفيته ومن الغرب طريق مؤدي الي مدينة العريش من جهة الطريق الدائري. ولفت شهود العيان إلي انهم كانوا يشاهدون أشخاصا غرباء يأتون بعد كل حملة امنية تخرج في عمليات المداهمة لمراقبة القوات واشاروا الي ان البداية كانت يوم الجمعة الماضية في الثانية وخمس دقائق عندما وصلت سيارة هيونداي فرنا فضية اللون وزجاجها ابيض وهي سيارة الانتحاري و كانت تسير ببطء علي الطريق قادمة من تجاه الشرق حيث دخلت علي الكمين الذي يقع علي مفارق للطرق وهو بمثابة مكان لتجميع أفراد الجيش المكلفين بالتأمين في 3 أكمنة أخري وهو ما يشير الي سبب زيادة عدد الضحايا وتوجد خيام بجوار الكمين لإقامة المجندين. كما ان ميعاد تنفيذ الانفجار تم وقت الظهيرة وهي الفترة التي تشهد تغييرا في الخدمات فيما بين أفراد الجيش. ووصف شهود العيان الهجوم المنظم من جانب التكفيريين واكدوا ان عددهم لا يقل عن 50 شخصا علي الأقل.. وأشاروا الي ان 3 مجموعات متفرقة علي الأقل شاركت في تنفيذ مجزرة كرم القواديس بعد تفجير الانتحاري حيث قامت مجموعة من 14 شخصا ملثما ومسلحا يقودون 7 دراجات بخارية بواقع اثنان علي كل دراجة باطلاق النيران بكثافة علي الجنود. اما المجموعة الثانية فقامت بالانقضاض من وسط مزارع الزيتون الكثيفة والقريبة من الكمين وانقضت علي افراده وهي سيارات دفع رباعي تحمل مدافع ثقيلة وقذائف هاون وقامت باطلاق النيران بكثافة علي الجنود هبوا لانقاذ زملائهم من التفجير الانتحاري. أما المجموعة الثالثة فقامت بزرع عبوات ناسفة في طريق قوات الدعم وتم ذلك قبل العملية ليلا وانفجرت إحداها في مدرعة الجيش التي كانت قادمة من قرية الخروبة من ناحية الشمال في طريقها لإنقاذ الجرحي والمصابين بعد الضربة الأولي التي أعقبت تفجير السيارة التي كان يقودها الانتحاري كما اطلقوا قذائف الهاون بدقة علي الافراد والجنود وأضاف شهود العيان انه عقب انتهاء الجريمة التي استمرت لساعتين قام المجرمون برفع اعلام القاعدة السوداء وهتفوا الله اكبر واخذوا يطلقون النيران في الهواء .