سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد حرص «نداء تونس» علي عدم الانفراد بالحكم ولوحصل علي الأغلبية المطلقة السبسي: نقبل الحوار مع المختلفين فكرياً ولا نعتبرهم أعداء
الاتحاد الأوروبي يشيد بنزاهة الانتخابات ويعتبرها «شفافة وذات مصداقية»
السبسى فى مكتبه امس يتحدث للصحفيين أعلن حزب «نداء تونس» أنه لن يحكم تونس بمفرده وذلك بعد تقدمه علي حركة «النهضة» (التابعة لجماعة الإخوان المسلمين) والتي حلت في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية الحاسمة التي أجريت قبل يومين. وقال «الباجي قائد السبسي» رئيس ومؤسس الحزب في مقابلة مع قناة «الحوار» التونسية - «أخذنا قرارا قبل الانتخابات بأن الحزب لن يحكم وحده حتي لوحصل علي الاغلبية المطلقة». وسيكون علي الحزب الحاصل علي اكبر عدد من المقاعد تشكيل ائتلاف ليحصل علي الاغلبية ( اي 109 مقاعد في البرلمان المؤلف من 217 مقعدا). وفي اشارة الي حركة النهضة، قال السبسي «من لديهم أفكار غير أفكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم أعداء بل منافسين». وخلال الحملة الانتخابية لم يستبعد السبسي التحالف مع حركة النهضة بعد الانتخابات. وبحسب أخر النتائج المعلنة عن سباق شارك فيه أكثر من مائة حزب، فقد حصل نداء تونس علي 80 مقعدا بالبرلمان، في حين حصل حزب النهضة علي 70 مقعدا. من ناحية أخري أعلن السبسي إن «تونس في حاجة ملحة للخروج من الوضع الصعب الذي هي فيه»، مستبعدا ان يتم ذلك في فترة أقل من عامين «لأن الحالة بلغت معدلات عالية من التردي». وتعهد السبسي بإعادة النظام والاستقرار، متوقعا ان يساعد الغرب بلاده اذا ما نجحت فعلا في «وقف التيار الإرهابي» . وقال ان عبارة «الربيع العربي» هي «إختراع أوروبي»، مضيفا: «ليس هناك ربيع عربي بل بداية ربيع تونسي قد يصبح يوما ما ربيعا عربيا اذا نجح في تونس». واضاف «لا ينقصنا الا السند الاقتصادي، التعليم معمم عندنا، المرأة محررة، الطبقة المتوسطة موجودة لا ينقصنا الا السند الاقتصادي». من جهتهم، احتفل أنصار حركة النهضة تجمعا أمام مقر حزبهم ب»العرس الديمقراطي» بحضور راشد الغنوشي وعلي العريض الامين العام للحزب. وقال الغنوشي «نهنئ تونس بهذا العرس الديموقراطي الذي بوّأها مرة أخري موقع الصدارة والقيادة في العالم العربي»، في حين قال العريض: «نحن ما زلنا اهم ضمانة للحرية والديمقراطية». وكان مراقبوالاتحاد الاوروبي قد أشادوا بالانتخابات التشريعية ووصفوها بأنها «شفافة» و»ذات مصداقية». وقالت رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي «آنمي نايتس أويتبروكفي» ان الشعب التونسي «عزّز التزامه الديمقراطي بفضل انتخابات مكنت التونسيين من مختلف الأطياف السياسية من التصويت بحريّة وفقا لأول دستور ديمقراطي» في البلاد. ولم تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حتي الآن سوي نتائج جزئية. وبحسب القانون فإن النتائج النهائية يجب إعلانها خلال فترة 48 ساعة من اخر حكم صادر عن المحكمة الادارية بخصوص الطعون المتعلقة بالنتائج الأولية. والباجي قائد السبسي أحد أقدم السياسيين في تونس حيث تولي مسؤوليات منذ الخمسينات في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة (1957-1987) ثم في عهد الرئيس زين العابدين بن علي (1987-2011). ويعتبر المرشح الاوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 نوفمبر القادم. وكان حزبه قد قام بحملة شرسة ضد «النهضة» واصفا إياها بالظلامية ومتهما إياها بالتراخي في التصدي للجماعات السلفية المتطرفة ومركزا علي ابراز نتائج تولي «الاسلاميين» الحكم في تونس منذ نهاية 2011 وحتي بداية 2014. وشهدت تونس العام الماضي تنامي مجموعات متطرفة مسلحة واغتيال اثنين من أبرز القيادات المناهضة للنهضة وأزمة زمة سياسية حادة. وفي نهاية مفاوضات مطولة غادر الاسلاميون وحلفاؤهم الحكم وتم تبني دستور الجمهورية الثانية في 26 يناير 2014 الذي نص علي تنظيم الانتخابات العامة قبل نهاية العام. ويمنح الدستور منذ استقلالها علي 1956، صلاحيات واسعة للبرلمان والحكومة، مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية.