د. هشام الشريف تحية للشهداء ... مرة أخري يقف المصريون حدادا علي أبنائهم من رجال القوات المسلحة الذين يغتالون غدرا في وضح النهار ... أتفق مع الرئيس السيسي في أن هناك مخططا لزعزعة وهدم الوطن ونظامه ... ولكن الحدث الضخم – مرة أخري – يؤكد ضرورة أن يكون هناك مخطط وطني للأمن وخريطة طريق لتحقيق الأمان والحماية ليس فقط للشعب ولكن لأبطاله من رجال القوات المسلحة والشرطة ... وبمنتهي الأمانة يجب أن يصدر هذا المخطط ويعتمد من المجلس الأعلي للأمن القومي بعد الانتهاء من مراجعته من أفضل خبراء الأمن في مصر . ويتبع ذلك الإعلان عن أبعاد خريطة الطريق المتكاملة علي أبناء الوطن أما تفاصيلها فيكلف بها كل جهاز لتنفيذها ... عدد وطبيعة الحوادث يثير تساؤلات علي أن ما يتم تنفيذه رغم إخلاص النوايا به ثغرات يجب الإسراع بمعالجتها جذريا ... ما يحدث من إرهاب يهدف إلي أولا : زعزعة الثقة في مصر وقيادتها وحكومتها وشعبها . وثانيا : زيادة عدد الضحايا والحوادث في الجيش والشرطة . وثالثا : خلق حالة غضب شعبي من خلال إحداث تخريب مثلما يحدث في الكهرباء والمياه . ورابعا : إجهاض الاستقرار اللازم للتعليم والتقدم من خلال حوادث مثلما يحدث في الجامعات . وخامسا : العمل علي خلق حالة من القلق والشك العام وعدم الطمأنينة . وسادسا : تكثيف الجهد لفقد الثقة بين الشعب وقيادته . وسابعا : خلق حالة من القلق في مناخ الاستثمار والبناء في خلق فرص عمل وغيرها ... ومن الأمانة أن نسجل ما يلي : (1) الإرهاب الخسيس والدامي مازال حولنا، (2) أن هناك جهداً فائقاً وفدائياً يبذل من أجهزة الأمن في الداخلية والجيش، (3) أن التطور الملموس الذي حدث لم يصل إلي ما ينشده المصريون في أن تعود مصر كما كانت أرض السلام والأمان، (4) أن هناك جهداً أكبر مطلوباً لتحقيق أمن وأمان الوطن المنشود، (5) أن بعض – وأكرر بعض – ما ننقله وما نراه عبر وسائل الإعلام من تعامل مع الإرهاب والأخطار والمتفجرات تعامل بدائي، (6) استمرار تصدير الجيش والداخلية كمسئول كامل عن أمن الوطن في حين انه مسئولية مجتمع وحكومة وأجهزة ومؤسسات متعددة، (7) قصور واضح في المعلومات عن جيوب الإرهاب والجماعات الإرهابية في سيناء ومحافظات الجمهورية، (8) شبه قصور في التعامل العلمي والمتكامل مع الملف الأمني داخليا وخارجيا يفهمه ويستوعبه المتخصصون، (9) تباطؤ بل وتراجع الاستثمار والمشروعات اللازمة لخلق فرص عمل نتيجة الاهتزازات الأمنية، (10) التحديات من دول الجوار وظلال انهيارات للأمن الإقليمي خاصة في العراق وسوريا وليبيا وفلسطين واليمن، (11) التمويل والدعم الخارجي للإرهاب والفوضي الخلاقة في الدول العربية، (12) قصور التعامل (غير الأمني) محليا وإقليميا مع ملفات أمن الإسلام السياسي . كل ذلك يثير أسئلة دقيقة في فترة يجب الإجابة عليها ... السؤال الأول متي سيعود لمصر الأمن والأمان ؟، والسؤال الثاني ما هوالمطلوب لتحقيق هذا الهدف ؟ ... وعلي الرغم من تفاؤلي العلمي والعملي بمستقبل مصر علي المستوي المتوسط والبعيد بتقدمها ونمائها فإنني أشارك العديد من المصريين الذين يرون أهمية وضرورة أن يكون لمصر خريطة واضحة وخطة فاعلة – متعددة الأبعاد – لأمن وأمان الوطن وأنه لا مجال للتباطؤ والتأخر في تنفيذ هذه الخطة المحددة الأهداف والتوقيتات والمسئوليات . خريطة الطريق لأمن وأمان مصر أصبحت ضرورة حياة وبقاء لشعب مصر ... هي خريطة تعني إطاراً للتعامل العلمي والعملي مع أمن الوطن ... هي خريطة تشمل كل المؤسسات الوطنية اللازمة للعمل في إطار منظومة لتحقيق الأمن والأمان ... هي خريطة ببرامج ومشروعات يراجعها قمم خبراء الأمن الوطنيون مع أجهزة الأمن الوطنية ... هي خريطة تسعي وتطبق تقنيات العصر ونظم المعلومات الحديثة للوقاية من الإرهاب بفلسفة استباق تجنب الحوادث الإرهابية ... خريطة تطور وتصلح وتنمي مؤسسات الأمن الوطنية سواء في الشرطة والداخلية أم خارجها بمفهوم عصري وعلمي وعملي وفوري ... هي خريطة تركز علي التنمية البشرية العصرية والتنظيم والإدارة والكفاءة الأمنية والوقائية والحماية من الإرهاب ... هي خريطة برؤية لوطن يسعي للحياة والتنمية والاستثمار والبناء بحيث تنقل وطنا ومجتمعا من حالة إلي حالة أفضل ... خريطة الطريق لأمن مصر هومشروع حان وقته وتم إعداده وجاء موعده ... وكما نعلم جميعا أن برنامج تقدم الوطن ركيزته خريطة الطريق لأمن مصر ... فمتي سيتم الإعلان عن بدء تنفيذ خريطة الطريق المتكاملة للأمن المصري ؟ ... ينتظر بل ويتطلع المصريون إلي تحقيق النجاح في ملف «الأمن والأمان» وهوأهم ملفات حياة وتقدم المجتمع .