أم محمد منذ 10 سنوات فى الدار أم محمد: أولادي الثلاثة انقطعوا عن زيارتي منذ 10 سنوات سعاد: حفيدي زارني 5 دقائق فقط في العيد جحود الأبناء يرسم الدمعة علي وجوه الاباء في عيد الاضحي القوا بهم في دور المسنين تركوهم وتخلوا عنهم في اشد لحظات احتياجهم اليهم , لم يردوا لهم ما فعلوه معهم وقت ان كانوا صغارا العيد في دور المسنين لم يكن عيدا كما نعرف ونعتاد بل كان عبارة عن مشاعر متناقضة مع بعضها فرحة ممزوجة بحزن لمن زارهم ابناؤهم أو احد اقاربهم وحزن وحسرة لمن لم يزره احد من ابنائه وندم واستياء علي افعال ابنائهم معهم كل ما يتمناه سكان هذه الدور كلمة «كل سنة وانت طيبة يا ماما او يا بابا».. هل هذه الكلمة ثقيلة علي اي ابن يقولها لوالديه في الاعياد.. وفي النهاية حرمان الاباء من الابناء لا يشعر بمرارته الا الاباء فقط لكنهم جميعا وجدوا بعض العوض في اناس نذروا انفسهم لخدمتهم ورعايتهم.. الاخبار عاشت رابع ايام العيد مع المسنين لنقل اجواء العيد من داخل هذه الدور. داخل دار الهداية للمسنين بالسيدة زينب الجو مختلف تماما.. جميع النزلاء في حالة انتظار وتأهب.. الاباء ينتظرون زيارة ابنائهم والقائمون علي الدار يستعدون ويتأهبون لزيارة المواطنين لقضاءالعيد مع النزلاء الذين حرموا من ابنائهم.. اقتربنا من احدي المسنات للتحدث معها عن العيد فانهمرت الدموع من عينيها وهي جالسة علي الكرسي في انتظار اي من أولادها لسماع كلمة «كل سنة وانت طيبة يا امي» فتقول سعاد عبده 65 سنة «محدش بيفتكرني في العيد ويا رب أولادي يفتكروني السنة دي ولكن حتي رابع يوم العيد لم يأت لزيارتي احد سوي حفيدي وجلس معي 5 دقائق فقط وتركني وذهب والحمد لله علي كل شئ» وتضيف ان الله رزقها بولدين وفتاة سهرت عليهم السنوات الطوال لتربيتهم حتي تخرجوا من الجامعة واصبحوا يشغلون مراكز مرموقة.. كانت تقتطع من طعامها لاطعامهم.. وتخرج «اللقمة» من فمها وتعطيها لهم حتي تزوجوا واصبح لكل منهم حياته الخاصة، وعندما تزوج معها ابنها الصغير في الشقة حكمت عليه زوجته ان يضع والدته بدار المسنين، وكأن ذلك رد الجميل.. سكتت برهة عن الحديث ثم استكملت وقالت لم اتناول اللحمة هذا العام لانني أول عيد اضحي يمر علينا وانا في دار المسنين وابنائي لم يسألوا عني». أم محمد 60 سنة تقول انا في الدار منذ 10 سنوات جاء بي اولادي من الصعيد ليرموني في الدار وتركوني وذهبوا لحياتهم ومنذ ذلك الوقت لم يأتوا ولم يزوروني حتي مرة واحدة وتضيف انها لم تجد احد يهتم بها منذ ان جاء ت الي الدار سوي العاملين بالدار وهي تعتبرهم اهلها وكل ما لها في هذه الحياة قائلة «مالقتش حد يطبطب عليا غيرهم» وتعتبر كل من يأتي لزيارتها في العيد من المواطنين ابناءها ولكنها كانت تتمني ان تسمع كلمة كل سنة وانت طيبة يا ماما من أحد اولادي حتي بالتليفون.