إننا ونحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح نصلي ان يبارك الله بلادنا ويحميها من كل شر ويحفظ وحدتنا الوطنية ويمنح الرئيس محمد حسني مبارك كل نعمة وحكمة وهو يقود بلادنا الحبيبة مصر،ونصلي ايضا من اجل سلام عادل وشامل في فلسطين والسودان والعراق. لقد سجل لنا القديس لوقا بعناية ودقة، قصة ميلاد السيد المسيح وكثيرا من الاحداث التي جرت قبل الميلاد وبعد الميلاد. فكتب لنا عن بشارة الملاك للعذراء مريم والسؤال هنا لماذا تسبب هذه البشارة بولادة مخلص فرحا عظيما لجميع الشعب؟ إن السبب في هذا الفرح العظيم يتلخص في ان الامة اليهودية انتظرت طويلا ولمئات السنين ان يأتي المسيح ويجلس علي كرسي داود اي يملك كما ملك داود ويعيد المجد والحرية والرفاهية التي عاش فيها الشعب وقت مملكة داود، فلقد كانت الامة اليهودية وقت ميلاد المسيح تعاني من الاستعمار الروماني الذي فرض الجزية عليهم واضطهدهم. لذلك فإن ميلادالمخلص يعيد الرجاء لهم ويفرح قلوبهم. وبينما ظن الشعب ان الخلاص هو الخلاص من الاستعمار الروماني واستعادة الحرية، فإن بشارة الملائكة كانت تبشر بخلاص من نوع اخر. فالمسيح اتي ليخلصنا من خطايانا، هذه الخطايا التي تؤدي إلي الانفصال عن الله وما يتبع ذلك من موت روحي وأبدي. لكن ربما يسأل البعض هل نحن بحاجة إلي خلاص؟.. نعم لأننا كبشر نخطيء فطبيعتنا الخطاءة توارثناها من آدم وحواء اللذين عصيا وصايا الله وطردا من جنة عدن ومن الشركة التي كانت لهما مع الله قبل السقوط، ومنذ ذلك الحين ونحن نخطيء بإرادتنا عندما يرفض بعضنا عبادة الله أو عندما نكسر وصاياه او نفشل في محبتنا له ومحبتنا لباقي البشر او عندما نسيء لله وللآخرين. ولأن خطايانا تقودنا إلي الدينونة وتحول دون ان يكون لنا شركة مع الله فإننا نحتاج إلي الخلاص لكي نتبررمن خطايانا ونستعيد شركتنا مع الله ليس فقط في حياتنا الحالية بل في الحياة الابدية في ملكوت الله. إن المخلص يجب ان يكون بارا بلا خطية .. ايها الاحباء ونحن نحتفل بعيد ميلاد يسوع المسيح.. لنا ان نفرح فرحا عظيماً، ولنا ان ننشد مع الملائكة »المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة« (انجيل لوقا 2:41). كاتب المقال مطران الكنيسة الاسقفية بمصر وشمال افريقيا والقرن الافريقي والرئيس الحالي لاقليم القدس والشرق الاوسط