صورة بثتها وزارة الداخلية العراقية لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» الذي يعد أغني تنظيم مسلح في العالم، يسيطر حاليا علي مساحات شاسعة من الأراضي، تمتد من مدينة الباب شرقي محافظة حلب في سوريا وعلي مسافة 670 كيلومترا، وحتي سليمان بك في محافظة صلاح الدين بالعراق. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» في تقرير لها انه علي المدي القريب، سيسعي داعش إلي اكتساب زخم في العراق من خلال الاستيلاء علي المزيد من الأراضي والأصول الأخري المدرة للأموال. لكن التنظيم لا يعتبر وحده هومن يقاتل القوات الحكومية في العراق.. فبالرغم من بعض الاحتكاكات القليلة، إلا أن «ائتلافا للمصالح» يشمل إسلاميين وصوفيين وبعثيين وقبائل قد تشكل لتقويض شرعية رئيس الوزراء نوري المالكي. وبقدر صمود هذا التحالف الفضفاض سيجري تحديد طبيعة دور داعش فيما أصبح يسمي انتفاضة سنية في العراق. ويمتد ذلك بطبيعة الحال إلي سوريا، حيث يسيطر داعش بالفعل علي عدد كبير من البلديات، من بينها «القلب النابض للتنظيم» في مدينة الرقة. وبالنسبة لصناع القرار في أي مكان، فإن التعامل مع داعش في سورياوالعراق علي أنهما كيانان منفصلان يمثل مستوي مقلقا من السذاجة.. فمع تمكن الجماعات المسلحة من عبور الحدود بين سورياوالعراق بحرية كاملة، وقيام كلتا الحكومتين بتنفيذ ضربات عسكرية محددة الأهداف علي أراضي الدولة الأخري خلال الشهرين الماضيين، فإن الحدود بين الدولتين أصبحت فعليا غير موجودة. وسيكون الهدف القريب لداعش هوتعزيز سيطرته علي المدن والبلدات الحدودية في كلا الجانبين. وترمز الهجمات الأخيرة لداعش في محيط مدينة البوكمال السورية التي تقع علي الحدود مع العراق، وتحول العديد من الأعضاء البارزين بجبهة النصرة في المدينة إلي داعش، إلي الاستراتيجية التي من المرجح أن ينفذها داعش، وهي استغلال سمعته البراقة حاليا من أجل هزيمة الجماعات المسلحة المنافسة له في المناطق التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبري. ومن المرجح أن يمد داعش آفاقه إلي ما وراء سورياوالعراق خلال الأشهر المقبلة.. ففي العراق، يحكم مسلحوداعش الآن سيطرتهم علي مناطق تبعد بنحو60 ميلا من الحدود الأردنية عند معبر الطريبيل الذي يسيطر عليه التنظيم.