الرئيس السيسى والرئيس البشير .. وترحيب حار بتقوية العلاقات تحمل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي «الخاطفة» إلي السودان أول أمس أثناء عودته من قمة غينيا الاستوائية الأفرقية معاني ودلالات كثيرة وقوية في تطور العلاقات بين البلدين، خاصة بعد التوتر الذي شابها بعد عزل الحكم الإخواني من السلطة. وأكدت مصادر سودانية ل «الأخبار» أن زيارة الساعتين التي قام بها الرئيس السيسي وقابل خلالها الرئيس السوداني عمر البشير والذي كان بمناسبة دخول البشير إلي قصر الرئاسة لأول مرة منذ إجرائه عملية جراحية - جاءت في الاتجاه الصحيح لتنمية وتقوية العلاقات بين البلدين، كاشفة أن البشير سيقوم برد الزيارة بزيارة قريبة للقاهرة لتعزيز العلاقات في الاتجاه الايجابي..وأضافت المصادر أن المباحثات المشتركة بين الرئيسين تطرقت إلي العديد من الموضوعات ومصير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تقويتها وتطويرها بما يعود بالمصلحة علي البلدين كما تناولت القضايا الإقليمية، كما أن هناك تفاهما وتطابقا في الآراء واتفاقا علي أن يعمل الكل علي إزالة بؤر النزاع وتطوير العلاقات الإقليمية بما ينفع المنطقة. وأضافت المصادر إن الرئيسين أكدا علي ضرورة إعادة الأمن والاستقرار في ليبيا والدور المحوري لدول الجوار في تحقيق ذلك كما أشارا إلي ضرورة تبادل الزيارات بين البلدين وتكثيفها خلال المرحلة المقبلة التي ستكون زاخرة بالحراك الثنائي بين البلدين، كاشفة أن هناك اجتماعا قريبا ستعقده لجنة التجارة والصناعة بين البلدين واجتماعات اخري للجنة الجمارك مؤكده استعداد الجانبين حاليا للتشغيل التجريبي للمعبر الحدودي بين البلدين وأيضا زيارة وزير الري المصري إلي السودان بعد غد الثلاثاء. وقد أكد السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان الجديد بالقاهرة أن زيارة الرئيس السيسي للسودان جاءت في إطار سلسلة من التطورات الإيجابية في علاقات البلدين عقب المستجدات الأخيرة في مصر..وأضاف أن الزيارة والمباحثات تعكس الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، مشيرا إلي أن هذه المعاني والكلمات والتي أدلي بها الرئيسان أكدت وجوب تعزيز المصالح المشتركة لشعبي السودان ومصر وتنسيق جهودها المشتركة علي الساحات الدولية والإقليمية..وقال إن هذا الزخم سيتواصل من خلال الحراك الذي تشهده علاقات البلدين خلال الفترة المقبلة والمتصلة بانعقاد لجنة الصناعة والتجارة في الخرطوم وايضا لجنة الجمارك بجانب التشغيل التجريبي للمعابر البرية بين البلدين والمفضي بدوره إلي ازدهار التجارة وحركة الاقتصاد بين السودان ومصر..وأضاف أنه سيسبق هذا الحراك اجتماعات اللجنة العليا السودانية المصرية المشتركة في القاهرة قريبا، موضحا أن مبادرة الرئيس السيسي بزيارة السودان تعكس اهتمام مصر في علاقاتها مع السودان وهو التزام أكده السودان خلال هذه الزيارة. كما أكد القائم باعمال السفير السوداني الحسن العربي أن زيارة الرئيس إلي الخرطوم تحمل الخير للشعبين وتدعم البلدين اقتصاديا..وقال أن الشعب السوداني عبر عن سعادته بالزيارة والتي تحمل معاني كثيرة لدي الشعب السوداني..وأضاف أن اختيار الرئيس السيسي زيارة السودان تؤكد أن القيادة السياسية في مصر تضع السودان ضمن أولويات اهتماماتها التي تدعم العلاقات بين البلدين لمزيد من التقدم الاقتصادي غير المسبوق والذي من المقرر أن يجني ثمارها في منتصف شهر يوليو المقبل بفتح المعابر الحدودية أمام حركة التجارة..وأشار إلي أن زيارة الرئيس السيسي تأتي بمناسبة دخول الرئيس عمر البشير إلي قصر الرئاسة أول أمس لأول مرة منذ أن أجري عملية جراحية..كما عبر السفير السوداني عن سعادته بخطوات الرئيس السيسي نحو القارة الإفريقية وعودة مصر لدورها المحوري بالمنطقة والتي ستحقق اهدافا كثيرة، تحديدا للبلدين مصر والسودان، بمزيد من التعاون في مختلف المجالات. كما أكد الدكتور عبد الرحمن ابراهيم مساعد الملحق الاعلامي بسفارة السودان للاخبار - ان زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسودان أول امس قطعت الطريق امام اي مزايدات تحاول ان تخلق نوعا من التشويش في العلاقة بين البلدين، كاشفة ان هذه المزايدات كانت لصالح جهات تعمل للاضرار بمصالح البلدين. وقال ان زيارة الرئيس السيسي مهمة وتؤكد علي قوة العلاقة بين البلدين وكان هذا واضحا في حفاوة استقبال الرئيس السيسي بمطار الخرطوم، مؤكدا ان بهذه الزيارة تفتح صفحة جديدة في آفاق التعاون بين البلدين، ورسالة مهمة جدا وداعمة لكل التعاون بين البلدين ثنائيا او اقليميا في المنطقة، ومشيرا إلي انه تم التركيز في مباحثات الرئيس السيسي والرئيس عمر البشير علي الملف الأمني وملف سد النهضة، وهناك رسالة مباشرة من السودان لتكون هذه الزيارة تأكيدا علي رغبة البلدين في تنقية الاجواء.