سيطرة أمنية بالسويس على مهربى المخدرات "إذا أغلقت عليهم الطرق فالبحر مفتوح واذا ضاقت عليهم الشواطئ فالحيل تملأ جراب المهربين" جملة أطلقها أحد القيادات الامنية السابقة بالسويس واصفا اعمال تهريب المواد المخدرة من سيناء إلي السويس، التي يعتبرها المهربون البوابة الاقوي للخروج بالمخدرات من شبه جزيرة سيناء إلي اقليم القاهرة الكبري والمحافظات. يلجأ المهربون اما للتهريب بحرا عن طريق خليج السويس أو برا عن طريق المعديات ونفق الشهيد احمد حمدي، حيث تخرج مراكب ولنشات صيد محملة بالمواد المخدرة من الساحل الشرقي لخليج السويس، وتكثر اعمال الشحن بالشواطئ القريبة من مدن رأس سدر ورأس غارب، بينما تتراكم مراكب الصيد واللنشات لتنزل حمولتها علي الشاطئ الغربي للخليج، حيث يتم انزال المواد المخدرة علي الشاطئ بمنطقة الزعفرانة، أو الابحار قليلا في اتجاه الجنوب للعين السخنة، وتكون أغلبها شحنات من مخدر البانجو وتنتظرها سيارات ربع نقل قرب الشاطئ، لشحنها برا وتوزيعها. وهنا يأتي الدور البارز لقوات حرس الحدود التابعة للجيش الثالث الميداني، حيث تشهد شواطئ خليج السويس أعمال تأمين مشددة، فضلا عن المعلومات السرية التي تصل لمكتب مخابرات حرس الحدود بالسويس، ويتم بناء عليها إعداد أكمنة للمهربين، حيث تنتظرهم القوات متخفية وخلال عملية انزال المواد المخدرة علي الشاطئ تداهمهم القوات، ويتم التعامل مع المهربين وضبط المخدرات، والتي تتراوح في كل مرة ما بين طن ونصف، وخمسة اطنان، وتتم اعمال الضبط بواقع مرتين او ثلاث اسبوعيا. لكن رغم ذلك يتم تهريب كميات اقل بقليل من التي تضبط عبر الدروب والطرق الاخري، فبعد تشديد اجراءت علي شواطئ خليج السويس والمناطق الجبلية المتاخمة للشاطئ، لجا المهربون للتهريب عبر الطرق البرية والمعديات العابرة لقناة السويس. ومع تشديد اجراءات التفتيش علي تلك المعديات قام المهربون بتغيير خططهم، فعادت مجددا اعمال التهريب عبر الطرق البرية، وابرزها نفق الشهيد احمد حمدي المار اسفل قناة السويس، والذي يعتبر همزة الوصل بين السويس وشبه جزيرة سيناء، لكن الآن كثيرا ما يحيط الحيل التي يلجأ لها المهربون، مثل وضع المواد المخدرة داخل " فنطاس " الشاحنات المخصصة لنقل المواد البترولية، لكن الاجهزة الحديثة التي تم تزويد النفق بها تكشف تلك المواد. لجأ المهربون إلي حيلة جديدة تتمثل في نقل المواد المخدرة واخفائها اسفل مواد البناء والاسمنت والحجارة المستخرجة من الجبال، إلا ان تلك الطريقة لم تجد نفعا مع قوات حرس الحدود ومباحث نفق الشهيد احمد حمدي، حيث تم ضبط آخر شحنة مهربة بتلك الطريقة في 19 مايو الماضي بنفق الشهيد احمد حمدي وبلغت 5 اطنان من مخدر البانجو. وتشهد المعديات اجراءات تفتيش صارمة بالكلاب البوليسية المدربة، والاجهزة التي تكشف عن المواد المخدرة المخبا بالشاحنات والسيارات وبالرغم من ذلك فهناك بعض الكميات التي تدخل للسويس من سيناء، حيث يتم تهريبها بكميات قليلة مع ركاب سيارات الاجرة، او قائدي السيارات الملاكي، بينما الشحنات الكبيرة يتم ضبطها. ونتيجة للطبيعة الجغرافية للسويس، فإن الجبال التي تحيطها من الطرق وتمتد متاخمة لخليج السويس حتي حدود محافظة السويس مع البحر الاحمر فان امتداد سلسلة جبل عتاقة اصبحت خلال الفترة الماضية ملجأ لأعداد قليلة من افراد التشكيلات العصابية وتقوم مديرية امن السويس بين الحين والاخر بالدفع بدوريات امنية وقوات لتمشيط الدروب والمناطق الجبلية، إلا ان تسليح تلك القوات ومعداتها لا يتناسب مع القوة المفرطة التي يتمتع بها اللصوص واللاجئون إلي الجبال هربا من الشرطة. وليس ادل علي ذلك من الواقعة التي شهدتها المنطقة الجبلية المتاخمة لطريق العين السخنة قبل أيام، حيث اطلق المهربون واللصوص النار علي من اسلحة ألية علي مأمورية لضبط 3 افراد بتشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات، ونتج عن ذلك اصابة رئيس مباحث قسم الجناين الرائد احمد شوقي بطلق ناري في الرقبة. تحتاج قوات الشرطة في السويس بحسب ما يؤكده الضباط والافراد إلي تسليح اقوي، وتوفير مدرعات تتناسب مع اعمال التمشيط ومتابعة المهربين بالمناطق الجبلية. اما بالنسبة لمواني السويس " بورتوفيق والادبية والعين السخنة" فتشهد اعمال تأمين مكثفة من قبل مباحث امن المواني، واوضح العميد محسن حماد مدير ادارة شرطة موانيء السويس ان ميناءي بورتوفيق والادبية لا يشهدان اي اعمال تهريب، وتقتصر تلك الاعمال فقط علي ميناء العين السخنة الذي يستقبل حاويات من مختلف دول العالم. واشار إلي ان نوعية المواد المهربة تنحصر في الاقراص المخدرة والمنشطات القادمة من الهند، والالعاب النارية القادمة في الرسائل المستوردة من الصين وكشف ان نشاط تهريب المواد المخدرة توقف خلال الفترة الماضية، وقلت اعمال التهريب نتيجة لما يبذله رجال مباحث امن المواني والجمارك، حيث يتم التعامل معها وفقا للمعلومات والتحريات الواردة عن الشركات المستوردة، ومراقبة الرسائل التي تستوردها، والمستخلصين الجمركين، كما يتم تفتيش الحاويات بنسبة 100% لضمان عدم السماح بدخول اي مواد ضارة إلي البلاد.