في أول يناير من كل عام تنتظر شركات الملاحة العالمية المؤتمر الصحفي الذي يعقده الفريق أحمد علي فاضل رئيس هيئة قناة السويس ليعلن الأسعار الجديدة »التعريفة« للمرور في القناة والتي ظلت دون تغيير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية خاصة منذ سبتمبر عام 8002، حيث حدث انخفاض هائل في حجم التجارة العالمية المنقولة بحرا، وانهارت أسعار ايجار السفن من 361 ألف دولار في اليوم إلي 71 ألف دولار فقط! لذلك تم إلغاء التعاقدات طويلة الأمد للنقل بين الشرق والغرب، وإلغاء عقود بناء السفن في الترسانات العالمية.. والآن خفت حدة الأزمة العالمية لكنها لم تنته.. ويظهر ذلك من الصعوبات التي تعاني منها اقتصاديات اليونان والبرتغال وأسبانيا.. إلي جانب استمرار الصراع بين اسعار عملات الدول الكبري مثل الدولار واليورو الأوروبي، واليوان الصيني، وهو ما انعقدت من أجله القمة الاقتصادية للثمانية الكبار دون الوصول إلي حل، وفشلت مفاوضات أمريكا مع الصين لتعديل الأخيرة سعر عملتها.. والعنصر الثاني المؤثر علي دخل القناة القرصنة، التي تسببت في ارتفاع تكاليف النقل و التأمين والحراسة.. أما العنصر الثالث فهو التغيرات المناخية والارتفاع المستمر في درجة الحرارة الذي أدي إلي ذوبان الجليد، وظهور طريق القطب الشمالي الذي اختصر المسافة بين الشرق الاقصي واوربا بنحو 0008 كيلو متر، لتصبح منافسا لقناة السويس.. وهو ما دفع عددا كبيرا من المراسلين الأجانب إلي سؤال رئيس هيئة القناة عن رؤيته للمستقبل. قال.. ان الأمر سيظل كما هو دون تغيير.. كما ستظل قناة السويس الرافد الرئيسي للتجارة العالمية لتوافر عنصر الأمان بالمقارنة بالآخرين، والاحصاءات تكشف أن أقصي حمولة عبرت قناة القطب الشمالي لم تتجاوز 2 مليون طن، وهي كمية تعادل ما يعبر القناة في يوم واحد، ونظرية الارتفاع المتزايد للحرارة علي كوكب الأرض غير مؤكدة وتغلفها الشكوك ولا يمكن الاعتماد عليها، ولو صدقت هذه النظرية لن يكون هذا الطريق منافسا أو بديلا لقناة السويس لكن الكارثة ستكون في الكم الهائل من السواحل والمدن التي ستغرق تحت سطح البحر من جراء ذوبان الجليد المستمر إذا حدث.. ان حوارات الفريق أحمد علي فاضل مع المراسلين الأجانب التي تتسم بالشفافية والمصداقية تؤكد ان هناك عيونا ساهرة علي هذا المرفق الحيوي ومستقبله ومعه فريق علي أعلي مستوي من الخبراء والعلماء المصريين، المرفق الذي فقدت كل أسرة مصرية عند إنشائه احد ابنائها علي الأقل، لتكون وتظل القناة مصرية خالصة، ولتصبح ثالث مصدر للعملات الأجنبية بعد البترول والسياحة . وقد كان لكل رئيس مصري بصمته علي القناة.. الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعاد لها السيادة ، والرئيس الراحل محمد أنور السادات أعاد لها الملاحة عام 57.. وفي ظل المتغيرات العالمية وتطور الأساطيل الملاحية جاءت توجيهات الرئيس محمد حسني مبارك باستكمال مرحلة التطوير عام 09 للوصول بالغاطس إلي 27 قدما.. وهو الآن 66 قدما، لذلك تجري الآن المراحل النهائية لتحقيق الهدف، وبذلك تصل نسبة ناقلات البترول التي تستطيع عبور القناة 46٪ وسفن الصب 89٪ والحاويات والغاز 001٪. ان قناة السويس جزء أصيل من وجدان الشعب المصري ونضاله، بسببها دافعنا عنها ضد العدوان الثلاثي عام 65، وحولنا هزيمة 76 إلي نصر عظيم في أكتوبر 37، وبالانتصار انهينا سلسلة الحروب مع اسرائيل.. انها القناة التي فقدت مصر في حفرها ما يزيد علي 021 ألف شهيد وقت ان كان تعدادها خمسة ملايين نسمة.. لذلك ستظل دائما في قمة اهتمام القيادة السياسية وأولويات المسئولين عن ادارتها لتظل موردا للخزانة المصرية، وشريانا لخدمة التجارة العالمية.. وذلك بمتابعة ما يجري في العالم من متغيرات تؤثر أو لا تؤثر علي القناة مثل قناة القطب الشمالي. أو المحاولات الاسرائيلية المشبوهه .