لا مفر من الخروج من شرنقة السياسة أحيانا للكتابة عن الأمور العامة والمصالح الحياتية للمواطن العادي الذي لا يجد شارعا يسير فيه بسيارته ولا يجد رصيفا يسير فيه علي قدميه. أكتب اليوم عن النشاط المحموم الذي يقوم به جلال سعيد محافظ القاهرة، ورغم أنه نشاط محموم فعلا إلا أنني شخصيا كمواطن قاهري متجول في الشوارع، لا أري لنشاطه نتيجة في منطقتين، الأولي السبتية والترجمان والثانية المظلات وأغا خان. أما المنطقة الأولي فصارت مرتعا لتجار الخردة، احتلوا الشوارع ولولا الملامة كانوا منعوا مرور السيارات لكنهم يتركون مساحة ضيقة جدا تحسبا لمرور سياراتهم الآتية والخارجة بالخردة وصار المشهد عبثيا بامتياز ولا يصلح الكلام في إصلاحه ولا أعرف لماذا لا تنقل المحافظة السبتية وهي مكان ملوث للبيئة بصريا وضوضائيا وبيئيا إلي مكان أوسع خارج الكتلة السكنية. لكن حتي يتم ذلك ما ذنب دافعي الضرائب الذين تستغلهم الحكومة في ألا يجدوا شارعا للمرور؟ . أما « مول» الترجمان ولا أدري لماذا كلمة « مول» في بولاق وهو حي شعبي ! ! أما مول الترجمان وجراج الترجمان فحدث ولا حرج يا محافظ القاهرة وعليك فقط أن تأتي ولكن بدون سابق إنذار وأن تدور حول المول والجراج لتجد العجب. ولن أشبع فضولك وأفسد المفاجأة وأقول لك ماذا ستجد. عليك أن تكتشف بنفسك. ولأني أسكن في أغا خان بالساحل وبجواري منطقة المظلات، فأنا شاهد « تعبان» مما يحدث هناك فالقمامة التي تنقلها سيارات المحافظة من جوار جراج المظلات تعود فورا رافضة المغادرة وحدث ولا حرج عن الميكروباص الذي احتل الأرصفة بالكامل والذي أقام سائقوه مجتمعا يضم عربات الفول والحمص والفاكهة ومعهم التكاتك ودخلوا إلي حرم مترو الأنفاق وأقاموا فيه أماكن للسكن وهناك أطفال ولدوا داخل هذه الأماكن وكنت كتبت عنهم من قبل. لقد هدمت يا محافظ القاهرة عمارات وفتحت شوارع مغلقة، لذلك نطالبك بزيارة لأغا خان والمظلات والسبتية والترجمان.