ستة وستون عاما مرت علي المؤامرة التي حيكت بليل بين بريطانيا العظمي وبين الحركة الصهيونية بمباركة امريكية لإنشاء دولة يهودية في فلسطين بالغاء الإنتداب البريطاني علي فلسطين في نفس الوقت الذي تدخل فيه قوات صهيونية لتحل محلها مع القيام بمذابح للفلسطينيين. وللأسف الشديد نجحت المؤامرة وشرد اهل فلسطين في كل انحاء العالم وجاء المحتلون الجدد» وكان عددهم وقتها 700 الف صهيوني» ليجثموا فوق فلسطين ضاربين بعرض الحائط كل مباديء الإنسانية والحق في الحياة. وعندما تدخلت الجيوش العربية في 1948 للدفاع عن فلسطين وتحريرها من أيدي الصهاينة لاقت هزيمة نكراء لأسباب عدة اهمها عدم الإستعداد القتالي للجيوش العربية وقصر دورها علي الأمن الداخلي، ،وحتي لا ننسي الإرهاب الذي مارسته العصابات الصهيونية لتعكير الأمن وخلق المشاكل المتنوعة من قطع خطوط المواصلات وتعطيل انابيب البترول وتهديد القري والمراكز العسكرية بما يعرقل الخطط البريطانية ويهدد مصالحها فحملوا الألوف من شبابهم علي التطوع في الجيش البريطاني ليتدرب علي القتال ثم سمح لهم بتأليف لواء يهودي بحت ووجهوا بعض صناعاتهم الي إنتاج الأسلحة الخفيفة من بنادق ورشاشات ومدافع وقنابل،وقاموا عن طريق منظمات إرهابية مثل «الهاجاناه» و«ارجونزفاي لئومي»وغيرها بكثير من اعمال الإعتداء والتخريب والنسف والخطف والقتل مثل قتل الوزير البريطاني المفوض في القاهرة «لورد موين» ومحاولة قتل المندوب السامي البريطاني في فلسطين ونسف فندق الملك داود وربط الجنود الإنجليز في الأشجار وتعذيبهم والإغارات المتكررة علي الثكنات والمستودعات العسكرية وحرق دور الحكومة ونسف مراكز الشرطة ووضع القنابل في السفن التجارية والحربية البريطانية، ولقد أتت هذه الأعمال ثمارها وباركت بريطانيا المشروع الصهيوني وكانت شريكا في خدعة انهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين في 15 مايو 1948وبالطبع كان القتل من نصيب الأخوة الفلسطينيين مثل ما حدث في «دير ياسين» مذبحة نفذتها عصابتا»الأتسل»و»ليحي» في التاسع من ابريل عام 1948 حيث قتل 354 عربيا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ ، وقد استهدفت هذه المذبحة إلقاء الرعب في قلوب الفلسطينيين وإرهابهم لحملهم علي ترك قراهم وديارهم. ذلك نموذج من الإرهاب الصهيوني الموجه ضد شعب فلسطين وهو الذي ساهم في خلق واقع جديد مر ،ومن العمليات الإرهابية التي نفذتها العصابات الصهيونية كما ذكرها كاتب إ سرائيلي هو «شموئيل كاتس» مايزيد عن خمسين عملية إرهابية منها تخريب خزانات النفط التابعة لشركة «شل»في حيفا وقدرت الخسائر بنصف مليون جنيه فلسطيني،وفي الخامس من يونيو 1947 فجرت العصابات الصهيونية خط انابيب شركة نفط العراق وأخمدت النيران بعد خمس ساعات وبلغت الخسارة 800 طن من النفط،وفي 13 ديسمبر من نفس العام قتلت العصابات الصهيونية 18 مواطنا فلسطينيا وجرحت ستين آخرين جراء إلقاء ثلاث قنابل في» القدس» والثانية علي مقهي في» يافا» والثالثة علي «العباسية»قرب البلد «وفي نفس الشهر والعام هاجم مسلحون يهود حافلة ركاب فلسطينية بطبريا وانزلوا ركابها الستة واطلقوا النار عليهم،وايضا نسفت منزلين في قرية قرب «الصفد»واكتشف عشر جثث بينهم خمسة اطفال ،كما قامت بهجوم بحري علي مدينة»يافا» واصابت ثلاثين فلسطينيا،كما القيت قنبلة يدوية علي بوابة دمشق في القدس فقتلت 11 فلسطينيا وجرحت 32 آخرين،ويروي شاهد آخر من الصهاينة هو «الدكتور اوري ميليتشاين»والذي نشرته صحيفة «معاريف» في الثمانينيات من القرن الماضي قيام عناصر «البالماخ الإرهابية» بمذبحة ضد سكان بلدة حساس الفلسطينية ذهب ضحيتها عدد من الشيوخ والنساء والأطفال. ولم تكتف هذه العصابات بذلك بل قامت بنسف السراي العربية في «يافا» وكانت بناية شامخة مقابل ساعة «يافا»المعروفة حيث قامت بوضع سيارة ملغومة ادي انفجارها الي مقتل 70 فلسطينيا إضافة الي عشرات الجرحي،ولقد قام دكتور رفعت سيد احمد بتوثيق كل هذه الجرائم في كتابه»وثائق حرب فلسطين».نحتاج لقراءة التاريخ لنعرف اصل الإرهاب ومصدره.