»انها لحظة انقاذ وطن«.. وهو عنوان المهمة الصعبة التي يحملها علي اكتافه المشير عبدالفتاح السيسي عندما يصبح رئيسا لمصر، بعد الانتخابات، انها قمة المسئولية التي يجد الرجل نفسه في مواجهتها بالامل والعمل الجاد وكذا بالصدق والمصارحة مع الشعب الذي اعطاه صوته واولاه ثقته للخروج من دائرة الازمة التي تمسك بالخناق وتضع المصريين في تجربة غير مسبوقة تحتاج الصبر. وعندما كلفوا السيسي بالتقدم للترشح للرئاسة كانوا يعلمون ان هذا التكليف باعبائه يعني الثقة ويتعدي حدود المسئولية في موقع رئيس الجمهورية.. ولكن لم يكن امامهم غيره لكي يقوم بهذا التكليف في ادق واصعب الظروف للوطن.. والرجل لا يملك عصا سحرية لحل كل تلك المشاكل ومواجهة الاعباء المترتبة عليها ولكن يحمل طاقة من الصبر والامل وقدرة علي العطاء وتحمل المسئولية وتؤهله للتحديات القائمة.. ولذا كان الرجل واضحا وصريحا وهو يكاشف بما يتعرض له الوطن وما ينتظره منه مثل ما تصدي لمؤامرة الاخوان بصلابة وقام بمهمة الانقاذ وهو يعلم خطورة الوضع. وفي لحظة تاريخية فارقة وعندما استشعر المصريون الخطر الذي يتهدد وطنهم ووحدة اراضيه ومصير اركان دولتهم لم يترددوا في الخروج الكبير - في اكبر تجمع شعبي في التاريخ - ثلاثون مليوناً في الثلاثين من يونيو - دفاعا عن مصيرهم في مواجهة جماعة الاخوان الارهابية، وكان القائد المنقذ في انتظار اللحظة الحاسمة وتحرك الجيش المصري في 3 يوليو لمساندة الثورة الشعبية وانقاذ الوطن واسقط حكم الاخوان بضربة قاصمة وكان الهدف هو الامن والاستقرار ومنع خطر الحرب الاهلية.. وحسب ما يروي عبدالفتاح السيسي - وزير الدفاع وقتها - ان خيرت الشاطر - الحاكم في مكتب الارشاد - قام بمقابلته لمدة 45 دقيقة لكي يبلغه بأنه سيأتي عناصر مقاتلون اجانب - من سوريا وليبيا وافغانستان - لمقاتلة المصريين لإعادة محمد مرسي الرئيس الاخواني المخلوع.. وكان جواب السيسي الحاسم: ان من سيعتدي علي الجيش المصري »حانمسحه من علي وش الارض«. وكانت المواجهة الحاسمة مع الجماعة الارهابية وعلي حد قول السيسي: لولا الخوف علي اهلنا وشعبنا، لقمنا - القوات المسلحة - بالانتهاء من الاخوان الارهابيين في وقت قصير ولكن الاحساس بالمسئولية تجاه سلامة الشعب وامن الوطن استلزم وقتا لكي يتم القضاء علي مخطط الجماعة.. لقد تصرف السيسي بالحكمة والشجاعة في نفس الوقت وحسم الامر بمساندة الجيش لثورة الشعب »اذن لم يكن ما حدث انقلابا كما حاول الاخوان ترويج ذلك في امريكا واوروبا لانقاذ الوطن من مؤامرة جماعة ارهابية«.وعندما يسجل التاريخ الصفحات المجهولة من ثورة الثلاثين من يونيو سيكشف دور المنقذ السيسي الذي تصدي مع القوات المسلحة لمخطط الجماعة ضد الوطن.. وحول فهم البعض الخاطئ لما حدث عندما تدخل الجيش بأنه كان خطة في ذهن المشير السيسي للاستيلاء علي الحكم يوم 3 يونيو وتصوير الامر علي انه انقلاب اوضح السيسي ان هناك استحالة لذلك الفهم لان الجيش المصري كان يقوم بواجبه الوطني.. وقال المشير عبدالفتاح السيسي لقد ترشحت للرئاسة لان المصريين وخاصة البسطاء استدعوني لمواجهة المخاطر التي تواجه مصر داخليا وخارجيا، وان اوامر المصريين واجبة النفاذ علي اي احد مهما كان. واكد ان المؤسسة العسكرية في مصر مؤسسة منضبطة جدا ولها قواعد.. وكان لابد ان اخطر المؤسسة العسكرية بقرار ترشحي للرئاسة خاصة ان اخطاري هذا مرتبط بالضرورة فيما يتعلق بالترتيبات والتغييرات اللاحقة لقراري.. وانه كان لابد من استئذان المؤسسة العسكرية وان لها ادبيات وقواعد تحكمها وان ثقافتها فيها الجانب الانساني عال! اوضح عبدالفتاح السيسي انه لم يطلب اراء الخارج في امر ترشحه للرئاسة وانه ليس مديناً الا لله والوطن والشعب، وانه لا احد يستطيع الاقتراب من مصر لان بها من يقدر علي حمايتها من الداخل والخارج. واتوقف امام نقطة مهمة اكد عليها السيسي: ان الاخوان ليس لهم مكان خلال رئاسته وانه ليس هو من انهي الاخوان من علي وجه الارض ولكن الشعب المصري هو الذي حسم امرهم وحدد مصيرهم.. وان الامن والاستقرار اهم الملفات التي يعمل عليها خلال الفترة المقبلة.. ونحن نؤمن بالقضاء والقدر وطول العمر او نقصانه ليس بيد احد وخطواتي يترجمها الاخذ بالاسباب وانه علي يقين ان عمره محسوب وانه تعرض لمحاولتي اغتيال.. وكان يتحدث بكل الايمان! لقد طرح الرجل رؤيته العامة - في حال توليه الرئاسة - لحل مشاكل مصر الاقتصادية والمعيشية.. ولابد من تخطي الصعاب والقفز فوقها بالعمل والعلم، وعلي حد قوله: إن تحقيق العدالة الاجتماعية لي يكون علي حساب الفقراء.. وأنهم ماذا يعني العوز ودخل كثير من المواطنين لايناسب تلبية احتياجاتهم.. وهناك من ينصح بعدم التحرك في كل الملفات في وقت واحد بدعوي أن ذلك سيؤدي إلي الفشل فيها كلها لكنني غير مقتنع بذلك لان المشاكل مترابطة الاقتصادي اوالاجتماعي.. واشار السيسي الي ضرورة الوعي بمشاكل البلد واوضاعه والتحديات التي تواجهه.. ولن نورث للاجيال القادمة ديونا داخلية وخارجية 1.7 تريليون جنيه! وقال السيسي: انه لو لم تقدم الينا مساعدات »من السعودية والامارات والكويت« خلال الفترة الاخيرة لكان الوضع الاقتصادي اكثر صعوبة فقد هبط الاحتياطي النقدي من 37 مليار دولار الي عشرة مليارات فقط - في عام حكم الاخوان وما قبله - وكان لمسة وفاء وعرفان منه ما قاله: انا كمواطن مصري اتقدم بالاحترام والتقدير لجلالة الملك عبدالله علي ما قدمه وكذا الشكر للشيخ خليفة وللاشقاء في الامارات.. لان مصر لا تنسي من يقف بجانبها وقت الشدة! وعندما نتساءل: لماذا السيسي؟ يجيء الجواب منه: انه لابد من طرح الحقائق علي الشعب ومعرفته بها رغم صعوبتها لتحديد كيفية التعامل معها.. وهكذا يفكر الرجل وهكذا يري مواجهة المشاكل وهكذا سيكون منهاج العمل!