عندما ننظر إلي قرار إدارة أوباما الأمريكية بتعيين السفير ستيفن بيكروفت سفيراً لها في مصر بدلا من السفيرة آن بترسون مهندسة اعتلاء جماعة الإرهاب الإخواني حكم مصر. لابد وأن ندرك علي الفور ان دولة مصر ما بعد ثورة 30 يونيو تسير علي الطريق السليم الذي بدأته. ليس من تفسير لقرار واشنطن سوي أنه قبول بالأمر للواقع الذي يعبر عن إرادة الشعب المصري عندما اسقطت الحكم الإخواني الذي كان حليفا لها علي قاعدة التنازلات والصفقات التي تمس السيادة واستقلالية القرار المصري. ولا يمكن بأي حال انكار ان مجلس عسكري طنطاوي كان طرفا في صفقة أمريكا الإخوان وهو الأمر الذي سيتكفل التاريخ والزمن بكشفه وفضحه. كم أرجو أن يكون ما حدث ووبعد استعادة العلاقات بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية لحالتها الطبيعية ان تكون إدارة وما سوف يأتي بعدها من إدارات قد استوعبت الأخطاء التي ارتكبتها في حق مصر والشعب المصري انها تتمثل في وضع المخططات التأمرية التي محورها التدخل في شئون مصر الداخلية وهو الأمر المرفوض جملة وتفصيلا. لقد دفعت صدمة السقوط الإخواني تحت أقدام ثورة الشعب المصري يوم 30 يونيو كالصاعقة علي إدارة أوباما. أدي ذلك رلي ان تكون فريسة لخيبة الأمل وعدم تصديق ما حدث. هذا الإحساس دفعها إلي التخبط في قراراتها تجاه علاقاتها مع مصر مدعومة بحملة دعاية للتنظيم الإخواني الدولي تكلفت مئات الملايين من الدولارات. المضحك في هذه المسرحية ان جانبا من هذه الأموال الإخوانية تم الحصول عليها من إدارة أوباما وهو الأمر الذي ينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول «خد من دقنه وافتله». لا معني لما حدث سوي أن التنظيم الإرهابي استخدم المال الأمريكي في تورط واشنطن في سياسات ضد مصر وضد المصالح الأمريكية. من المؤكد ان السفير الأمريكي الجديد بيكروفت سوف تكون أمامه مهمة صعبة هدفها إصلاح ما أفسدته السفيرة السابقة آن بيترسون وليس خافيا ان قرار تعيين هذا السفير الذي ينتظر موافقة الكونجرس دون أي مشكلة.. قد جاء في إطار ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة التي قام بها مدير المخابرات المصري محمد التهامي والتي تبعتها زيارة نبيل فهمي وزير الخارجية وما قام به من جهود لشرح وجهة نظر مصر تجاه كل المواقف الأمريكية. من ناحية أخري وفي إطار التوجه الجديد لسياسة الإدارة الأمريكية التي اتخذت منحي مغايرا لما سبق ان تبنته دعما وتأييد لتحالفها مع جماعة الإرهاب الإخواني.. قام مجلس الشيوخ الأمريكي بمبادرة لتلطيف الأجواء بين البلدين. تمثل ذلك في تصريح السيناتور تيم كبر رئيس لجنة الشرق الأدني بمجلس الشيوخ قال فيه ان ثورة 25 يناير كانت الخطوة الأولي في مصر نحو الديمقراطية وأن ثورة 30 يونيو كانت المكملة لهذه الخطوة. الشيء الذي يجب أن تعرفه أمريكا وأي دولة أخري هو ان مصر تسعي لأن تكون لها علاقات طيبة مع كل دول العالم.. ولكن بشرط ان تقوم علي الندية وخدمة المصالح المشتركة ومحررة تماما من التدخل في الشئون الداخلية.