قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلي هدي أو يرده عن ردي وما استقام دينه حتي يستقيم عقله». إذا أردت أن تتعرف علي مدي غفلة شخص أو يقظته فسله فيما يفكر وقس علي ذلك موازين الإيمان تحصل علي التقويم الامثل لمستواه العقلي ودرجة إيمانه.. جاء شاب يشكو إلي أحد الائمة قسوة قلبه فقال له اشغل قلبك وعقلك بالتفكر في هذا الكون البديع وسر الجمال فيه. فالتفكر عبادة تمد القلب بالحياة وتمحو عنه الغلظة وتنير النفس باليقين في عظمة وقدرة الله تعالي ثم هو يأخذ الإنسان من الهموم الحياتية التي لا تنتهي ومن الاحلام الوردية والاماني التي كثيراً ما تكون سراباً ثم هو باب لمعرفة الخالق الكبير المتعال. فكما نحن مطالبون بالتعبد بكتاب الله المسطور وهو «القرآن الكريم» فنحن مطالبون بالتعبد في كتاب الله المنظور وهو الكون وجميع المخلوقات قال تعالي: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ».التفكر عبادة تخلص الإنسان من الإيمان التقليدي وتساعد علي بناء الإيمان علي أساس عقدي متين وتشعر الإنسان بلذة العبادة والطاعة والأنس بالله فتفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة وهذا التفكر له أثره المحمود.