نائب الرئيس الأمريكي بايدن قبل أكثر من أسبوعين أسرع الي كييف ليعلن صرخته الموجهة إلي القيصر بوتن، مؤكدا ان بلاده لن تسمح ابدا باقتطاع جزء من أراضي أوكرانيا، هذا التصريح علي حدود روسيا جاء بعد فرض أمريكا والاتحاد الأوربي عقوبات اقتصادية علي روسيا، لتهاجر استثمارات خلال فترة وجيزة قدرت ب(60) مليار دولار وتدني سعر العملة وتزيد نسبة التضخم في ذلك البلد. نحن نتفق علي طول الخط مع بايدن بأن اراضي الغير لايحق لأي دولة من ال (193) أعضاء الأممالمتحدة احتلال شبر واحد (بالقوة) من دولة أخري، وهذا هو منطق القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة والأعراف الدولية. صديقنا بايدن يعلم ان سادة البيت الأبيض منذ عهد روزفلت وحتي أوباما قدموا دعمهم اللامحدود لاستغلال اليهود لوعد بلفور اللعين 1917 ليحقق الصهاينة حلمهم بإقامة دولتهم 1948 لتصبح أول دولة في التاريخ الإنساني تنشأ علي ارض الغير ويعترف بها البيت الأبيض بعد (11) دقيقة من اعلان تأسيسها!! ليس هذا فقط فبلاد العم سام وقفت بصلف ضد جميع قرارات الأممالمتحدة ومجلس أمنها، ومنها القرارات 194، 242، 254، 267، 271، 298، 337، 1397، 2254 وغيرها من القرارات التي امتلأت بها خزائن الأممالمتحدة ومجلس أمنها. بايدن هذا الذي خاضت بلاده حروبا شرسة ضد بريطانيا لتنعتق من قبضة الاستعمار، ويعتز الشعب الأمريكي بنضاله من أجل تقرير المصير، هو نفسه وجميع الرؤساء الأمريكيين منذ روزلفت وحتي عهد أوباما رؤوا ويرون بأم أعينهم ما حدث ويحدث علي ارض القدسوفلسطين من المآسي والظلم المرير فإسرائيل تذبح شعب فلسطين وتذيقه المرار وقاسي القهر وصنوف البطش والتنكيل بهذا الشعب العربي الذي يبحث عن السلام والأمن وشرعية البقاء. الدولة العبرية بدعم صارخ من بلاد أوباما وبايدن اللذين انتفضا لنصرة أوكرانيا، يعلمون ان إسرائيل منذ تأسيسها وحتي اليوم وهي تشن حروبها واحدة تلوي الأخري علي الفلسطينيين وترتكب المجازر كل واحدة أكبر من اختها ومنها دير ياسين وصبرا وشاتيلا وجنين وقانا والقدس وغيرها، وامريكا تساوي بين الضحية والجلاد، بل ذهبت الي أكثر من ذلك فالفلسطينيون عندها هم المعتدون وإسرائيل في موقع المدافع. إسرائيل التهمت الأراضي الفلسطينيةوالقدس وحولتها الي كانتونات وأقامت المستعمرات حتي لم يبق من أراضي فلسطين سوي الفتات، واقامت الجدار العنصري وحرقت الأرض والشجر، وبوش الصغير واوباما وعدا العرب مرارا وتكرارا بدولة فلسطين وذهبت وعودهما مع السراب، وكيري عاد فارغ اليدين بعد مفاوضات عبثية محكوم عليها بالفشل مسبقا للعناد الإسرائيلي والمباركة الأمريكية. وتبقي إسرائيل في أمن وأمان، وأي ضعف أشد من أن يضمن عدوك انه في أمان وهو يدخل يده في جيبك ليسرق، ويمد لسانه لك مستهزئا وهو يعلم أنك لا تملك الإرادة التي تمكنك من الرد عليه، ويزيد الطين بلة أصحاب الأرض الفلسطينيين في صراع دائم علي سلطة وهمية. وأي استهزاء أكثر من تشدق بايدن لنصرة أوكرانيا وهو يعلم علم اليقين انه وادارته مع إسرائيل قلبا وقالبا لسرقة أرض القدسوفلسطين ظلما وعدوانا وضد الحق والعدل وتقرير المصير للفلسطينيين علي مدي أكثر من خمسين عاما.. انه ازدواجية المعاير.. وكما يقولون شر البلية ما يضحك.