سمير زاهر مثلما سجل رقم قياسيا في عدد البطولات والانجازات الكروية كأول رئيس لاتحاد الكرة يشهد زمنه 4 بطولات أفريقية وتواجداً قوياً بكأس العالم للقارات، فقد سجل أيضا رقما قياسيا في عدد الانتقادات التي وجهت له علي مدار فترة تواجده علي كرسي رئاسة الجبلاية..وكان أكثر ما يميزه الصمود وعدم الاستسلام رافضا الركوع للضربات المتتالية التي كانت تنهال عليه حتي صار ظاهرة تثير اندهاش خصومه قبل أصدقائه..إنه الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق الذي شهدت الكرة المصرية في زمنه طفرة نوعية وتاريخية قفزت من خلالها إلي التصنيف التاسع علي العالم وسط الكبار والحصول علي بطولة أفريقيا 4 مرات في أعوام 1998و2006 و2008و2010 كما تأهل في زمنه المنتخب إلي الأولمبياد بعد فترة انقطاع وغربة أولمبية تجاوزت العشرين عاما إلي جانب الصعود لمونديال الشباب والتألق والتواجد القوي في كأس القارات .ومنذ قرار د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء بإقصاء مجلس زاهر علي خلفية أحداث بورسعيد التزم زاهر الذي كان يملأ الدنيا اثارة وجدلا الصمت معظم الأوقات، وآثر الجلوس في مقاعد المتفرجين لفترة تخللتها رحلة علاج في لندن رافضا الحديث أو الكلام أو التعقيب وهو الرجل الذي يحمل خبرات السنين وانجازات ربما لن تتكرر..وبعد تماثله للشفاء، وبعد محاولات مكثفة جلس زاهر علي مائدة حوار( الأخبار ) رغم أنه لم يكن راغبا في الكلام الصريح والجريء حتي لا يغضب منه البعض. في البداية تكلم سمير زاهر عن أوضاع البلد كاشفا عن نيته وقراره النهائي بمنح صوته للمشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة، وتحدث عن المشهد الرياضي في الوقت الراهن، كما أنه وجه رسالة إلي الجميع معلنا تلبيته رغبة الجمعية العمومية في الترشح لرئاسة اتحاد الكرة القادمة، وعلي مدار أكثر من ثلاث ساعات فتح قلبه وأجاب علي كافة التساؤلات التي وجهناها اليه.. ودار شريط الحوار - أري علي وجهك علامات حزن وأسي..ما هو مصدرها ؟ - بالفعل أنا حزين جدا لما آلت اليه الأوضاع في مصر بشكل عام وعلي الساحة الكروية بشكل خاص..لدرجة أننا أصبحنا نفتقد الكبير في كل أمورنا..فالكل يتكلم ويفتي ويتحدث دون قيود وهذه ظاهرة غير صحية استمرارها يسيء لنا جميعا. - برنامجك اليومي كان مزدحما ومليئا بالأحداث وأنت تتولي قيادة اتحاد الكرة فماذا عنه الآن ؟ - لن أفشي لك سرا اذا قلت لك أنني أعيش أفضل فترات حياتي مع أسرتي وأهلي وعشيرتي فقد ظلمتهم لفترة طويلة بانشغالي عنهم وأنا في العمل العام وللأمانة فإن زوجتي الفاضلة د.فاطمة القليني عانت كثيرا ووقفت بجواري كثيرا ولكن تعبها كان مثمرا جدا في تربية أولادي محمد ومنه وأنا أستمتع الآن بالجلوس مع أحفادي. - بمناسبة العمل العام..متي تعود للمجال الرياضي وأيضا السياسي ؟ - مع تحسن الأوضاع ومطالبة عدد من الجمعية العمومية لي بدأت الفكرة تراودني ، هذا رغم أنني طلقت السياسة والرياضة ب(التلاتة) علي مدار السنوات الماضية، لأنني كنت أشعر بأنني قدمت ما عندي علي الصعيد الكروي فقد شهدت فترة ولايتي إنجازات وبطولات وأرقاماً قياسية تحت قيادة جهاز فني وطني قاده الكابتن حسن شحاته وشوقي غريب وحماده صدقي بكل حب واخلاص لمصر..أما علي الصعيد السياسي فقد كان كل ارتباطي بالسياسة متمثلاً في خدمة كرة القدم وأهالي دائرتي الكرام بدمياط ! - مطالبة اعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة لك بالعودة وحده يكفي فلماذا تفكر ؟ - رغبة الجمعية العمومية وسام علي صدري، وارتباطي بالحب المتبادل مع أعضاء الجمعية العمومية يدفعني لأقول لك : أنا رئيس اتحاد الكرة القادم إذا ما قررت بشكل نهائي خوض الانتخابات..ولكنني أشترط للعودة أن يعود المناخ للأفضل، لأنه من غير الأجواء المناسبة لن نستطيع النجاح. - ما تقييمك للأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية ولمن ستعطي صوتك ؟ - بداية الأسماء المرشحة علاقتي ببعضهم جيدة ولي معهم ذكريات جميلة ..وأجمل ما فيهم جميعا أنهم يحبون ويعشقون تراب مصر..وعلينا نحن الشعب أن نصفق للفائز منهم دون النظر إلي انتماءاته فكلنا وطن واحد وشعب واحد وأيضا حتي تتجاوز بلادنا المرحلة المتوترة التي تمر بها..ولكنني اتخذت قراري من الآن بإعطاء صوتي للمشير عبد الفتاح السيسي - ولكن اعلان ميولك يا كابتن الآن انحياز واضح لمرشح علي حساب الآخر..لماذا ؟ - سؤال مهم ولكن لماذا لا تقول أنني أنحاز للأفضل والأحق والأجدر بهذا المكان الذي يرتبط به اسم أمة وشعب، عندما قلت لك اخترت السيسي فأنا لي أسباب تتمثل في انه شخص وطني حتي النخاع وذلك ظهر في مواقفه وحمايته لرغبة وإرادة شعب إلي جانب الحب الجارف الذي يتمتع به في الشارع المصري والعربي . - كابتن..بصراحة أنت والمعلم ورفاقه متهمون بأنكم كنتم تخدمون علي النظام السابق من خلال علاقتكم بالرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال؟ - وليه متقولش أن نظام مبارك هو الذي استفاد من انجازات الكرة اللعبة الشعبية الأولي ومعشوقة الجماهير ومثلما كان يحدث مع الكرة من تكريم أعتقد أنه حدث أيضا في باقي الألعاب الرياضية الأخري التي حققت انجازات..الكرة رسمت البسمة علي وجوه 80 مليون مصري وأعتقد أنه من الصعب ألا يتواجد رئيس دولة في صورة كانت مصدر سعادة شعبه..الخلاصة أن النظام استفاد من انجازات الكرة واعتقد أنه لو كان رئيس اتحاد الكرة أي شخص غيري كان سيحدث ما حدث من تكريم. - وما تعليقك علي قرار الجنزوري باقالة مجلسك وهل فعلا تحديته بعد الاقالة ؟ - د.كمال الجنزوري شخصية محترمة وله مني كل التقدير، رغم أنني رحلت من اتحاد الكرة في زمنه 3 مرات..بلغة الكرة سجل الجنزوري في شباكي ثلاثة أهداف (هاتريك).. - من هو المسئول الحقيقي عن أحداث بورسعيد ؟ - من أعلنت عنهم تحقيقات النيابة. - ومن أين يأتي الاصلاح الرياضي ؟ - بالوقوف خلف أولي الأمر والتكاتف والتعاون وتقبل الوجه الآخر والعمل.. وللمثال لا الحصر عندما تكاتفنا في أعقاب الثورة علي الصعيد الكروي نجحنا في الوصول بمسابقة الدوري قبل عامين إلي بر الأمان رغم أن الأحداث اللاحقة للثورة من المفترض أنها كانت أشد توترا من الموسمين السابقين إلا أن الدوري لم يكتمل قبل أن يعيده الكابتن طاهر ابوزيد وزير الرياضة السابق الموسم الحالي . - ومن هم أولي الأمر ؟ - الآن ومن وجهة نظري هو الجيش وأعتقد ومن خلال خبرتي كرجل عسكري أن المشير حسين طنطاوي ومن بعده المشير عبد الفتاح السيسي كان لديهما من الوطنية والخبرة والحنكة والدراية والامكانات العقلية الهادفة ما جعلهما ينتشلان البلد من حالة التوتر والفوضي التي تعيشها مرتين.. - وماذا علي صعيد الاصلاح الكروي ؟ -الحل في الدفع بدماء ووجوه جديدة وقد تحدثت مع المهندس هاني أبوريده في ضرورة ضم الأسماء والوجوه الجديدة إلي قائمته الانتخابية. - نفهم من كلامك أنك ستساند أبوريده ؟ - قلت هذا الكلام في أماكن كثيرة وأنا سأساند أبوريده إذا لم أترشح لرئاسة الجبلاية لكن بشرط ألا يضم وجوها قديمة معه لأنها كروت انتهت صلاحيتها ولا تمتلك مقومات الادارة ووضح ذلك من خلال تفرغهم خلال فترة ولايتي للصراعات والمشاحنات والخيانة. - نريد توضيح الرؤية وذكر الأسماء التي تتحفظ علي خوضها الانتخابات؟ - تحدثت مع أبوريده وهو يعرفهم وقلت له انهم خونة. لماذا ساندت المهندس محمود طاهر وقائمته في انتخابات الأهلي رغم ارتباطك القوي بالمهندس ابراهيم المعلم والكابتن حسن حمدي والكابتن محمود الخطيب ؟ لأنه وببساطة شديدة هو الأصلح والأفضل والأحق برئاسة قلعة الأهلي وهذا لايقلل علي الاطلاق من قيمة وقامة المهندس ابراهيم المعلم ومسانديه الكابتن حسن حمدي والكابتن الخطيب، ولكني قلت لك أنني دائما أنحاز للأفضل ولمن يستحق والقادر علي إنجاز المهمة، وأنا أعتقد قرب محمود طاهر لفترة طويلة من المايسترو الراحل صالح سليم جعله الأقرب لحل لواء الصلحاوية إلي جانب شخصية وكارزما محمود طاهر وقدرته العقلية علي النهوض بمؤسسة في حجم الأهلي وإذا نظرت مثلا لفريق الكرة تشعر بان الأمور بدأت تعود لما كان عليه الأهلي والقادم أفضل.
