حالة من الغضب تسيطر علي أهالي منطقة الرزاز بالدويقة بعد قرار الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة بنقلهم الي منطقتي 6 اكتوبر والمقطم حيث استجاب عدد كبير من الاهالي وأخلوا عششهم وانتقلوا الي مدينة 6 اكتوبر ليجدوا المفاجأة بأن مجموعة من البلطجية الذين يطلقون عليهم « العرب» يطلبون منهم دفع الاتاوة 500 جنيه شهريا لكي يتم تسكينهم في الوحدات السكنية الجديدة مما جعل بعض الاهالي يعودون مجددا الي الدويقة خوفا من بطش « العرب» ويتركون «عفشهم» في الشارع في انتظار تحرك الشرطة من اجل انهاء سيطرة العرب علي «المساكن» ولم يختلف وضع الاهالي الذين غادروا الي منطقة المقطم كثيرا حيث فوجئوا هم الاخرون بأن الواحدات السكنية التي خصصتها لهم المحافظة لا تتجاوز مساحتها 45 مترا وغير «مشطبه» طوب احمر فقط ولا يوجد بها اي مرافق وبها قرارات استضافة لمدة شهور فقط مما جعلهم يشعرون بحالة من الحزن الشديد وكأن لسان حالهم « يا فرحة ما تمت» وبين هؤلاء الذين توجهوا الي اكتوبر والمقطم يبقي أهالي الدويقة الذين يرفضون مغادرة المنطقة حيث أكدوا ان المناطق التي تحددها المحافظة بعيدة عن مناطق عملهم ومكلفة في أسعار « المواصلات «..» الاخبار» انتقلت الي أهالينا في منطقة الدويقة وحاورتهم واستمعت الي شكواهم من قرارات محافظ القاهرة وتنقل مطالبهم الي المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بعدما أصبحت حراسة المحافظ حائط صد بينه وبين المواطنين فيبدو انه لم يشاهد رئيس مجلس الوزراء وهو يستمع الي مطالب المواطنين في كافة ربوع مصربدون حراسه اوتشريفه اوموكب يستفز شعور البسطاء..والتفاصيل في السطور التالية محمد : مساكن أكتوبر في منطقة مقطوعة» وبدون مواصلات زين: شقق المقطم 35 متراً وطوب أحمر ومن غير باب ولاشباك وتدخل الحمام بالجنب أحمد: سيبوا الغلابة بقي في حالهم لأن القرار خراب بيوت وهيبعدهم عن شغلهم وأكل عيشهم محافظ القاهرة يأمر حراسته بأبعاد محرر «الأخبار» بعدما عرض عليه تضرر المواطنين من القرار
البداية كانت من منطقة الرزازحيث يواصل حي منشأة ناصر هدم 19 منزلا نظرا لخطورة المنازل علي أرواح الاهالي في حين تجد «عفش» بعض المواطنين الذين عادوا من منطقة اكتوبر بعد مشاجرتهم امس مع «العرب» يملأ الشارع الذي لا يتجاوز المترين في مترين بينما تجد معدات الحفر تواصل هدم المنازل في حراسة قوات الشرطة وسط بعض الرافضين مغادرة المنطقة نظرا لارتباطهم بها..فيقول محمد انور عبد الظاهر من سكان شارع الرزاز انه من ضمن السكان الممتنعين عن الهدم ومغادرة المنطقة مؤكدا انه من الاهالي الذين رفضوا الواحدات السكنية في اكتوبر والمقطم مشيرا الي ان الاهالي الذين خرجوا من المنطقة وتوجهوا الي منطقة مساكن عثمان بمدينة السادس من اكتوبر وجدوا انفسهم علي طريق الواحات في منطقة صحراوية ولا يوجد بها مواصلات وعندما وصلوا الي وحداتهم السكنية وجدوا البلطجية الذين يطلقون علي انفسهم اسم « العرب» يطالبوهم بدفع «الاتاوة» 500 جنيه لحمايتهم وعندما رفض الاهالي دفع هذا الملبغ قالوا لهم « مش هتتدخلوا المساكن دي «مواصلا حديثه» وحينما اتصلوا بالشرطة جاءت بعد عدة ساعات لهم ودخلوا منازلهم في حماية الشرطة ومازالت المشاجرات مستمرة مع الاهالي «..ويضيف محمد ان علي محافظة القاهرة ان تحدد خطة تنمية لتطوير منطقة الدويقة بدلا من تهجير سكانها وأهاليها مؤكدا ان المناطق التي اختارتها محافظة القاهرة بعيدة عن اماكن عملهم بالاضافة الي أن المناطق مرتفعة فيها الاسعار فهي غير مناسبة مع اهالي محدودي اومعدومي الدخل مشيرا الي ان الحل هوهدم المنازل والعشش القديمة وبناء وحدات سكنية عليها للاهالي اوتمليك الاهالي لهذة الاراضي وتركهم «يبنون منازلهم بانفسهم « مضيفا انه لديه بنت وولد ويذهبون الي المدرسة في كل صباح ومحافظة القاهرة تقوم الآن بنقل الاهالي في عز الدراسة مما يجعل مستقبل العام الدراسي لدي الطلاب في مهب الريح متسائلا من المدرسة التي ستفتح ابوابها في اكتوبر لهؤلاء الطلاب ؟! طوب احمر وعلي بعد امتار قليلة يسكن عم زين احمد خليفه 52 عاما في منزله ومعه اربعة اولاد اثنان منهم في مرحلة الثانوية العامة وواحدة في الجامعة والآخر في الاعدادية وعندما وجهنا له السؤال لماذا لم تغادر مع السكان الذين غادروا الي المقطم واكتوبر فرد قائلا «الناس اللي مشت من هنا الي المقطم لقوا الشقق 35 متر وطوب احمر ومن غير باب ولا شباك ولما تحب تدخل الحمام تدخله بالجنب لآن المساحة ضيقه اوي» مضيفا انه ذهب مع احد اصدقائه الذين غادروا الي مدينة 6 اكتوبر لكي يساهم معه في نقل « العفش» فدفع «اجرة « المواصلات رايح جاي 20 جنيها مؤكدا ان مرتبه الشهري 1000 جنيه ولديه 4 اولاد فهل ينفق 600 جنيه يوميا في المواصلات ويعيش هوواولاده ب400 جنيه في الشهر وفي منطقة « مقطوعة « مشيرا الي ان المحافظة لم تدرس القرار جيدا وكان لا بد ان تستغل هذة المساحات التي تقوم بهدمها الآن في بناء عمارات سكنية موضحا ان الاهالي كانوا سينتظرون في خيام حتي يتم بناء هذة الوحدات السكنية بدلا من مغادرة المنطقة. وبين هؤلاء الرافضين التقطت عفاف مصطفي سليمان 50 عاما طرف الحديث من رافضي مغادرة المنطقة وقالت «والله احنا غلابة وأغلب من الغلب وطلبت من 3 سنين من رئيس الحي شقة أربي فيها عيالي السبعة ولكن ولا حد بيسمعنا ولا بيشوفوا مطالبنا ايه وكل ما نروح لرئيس الحي يقول ان شاء الله ربنا يسهل مفيش شقق دلوقتي» واضافت عفاف اسكن هنا أنا وأولادي السبعة في غرفة لا تتجاوز المتر في ثلاثة امتار والسقف «هيوقع» علينا في اي لحظة مؤكدة انها لا تمانع في الخروج من المنطقة الي اي منطقة اخري بحيث تكون قريبة من « المواصلات» ولا يوجد بها بلطجية. ويواصل احمد خلف 27 عاما الحديث عن رفض الاهالي لحل محافظة القاهرة قائلا «فوجئنا منذ فترة كبيرة بأن الاهالي الذين يتم تسكينهم في مساكن سوزان جاءوا من الارياف ليحصلوا علي وحدة سكنية في المساكن واهل الدويقة الاصليون لم يحصلوا علي «شقة» فالحي يوزع الوحدات السكنية علي اقاربه وبعض المرتشين يسهلون حصول بعض الاغراب علي الوحدات السكنية مشيرا الي انه يقوم بدفع عوايد سنوية وفواتير مياه تصل الي 200 جنيه في الشهر وفواتير كهرباء تصل الي 300 جنيه مؤكدا انه يرفض قرار المحافظ غير المدروس والذي يعبر عن عدم تواصل الحكومة مع المواطنين مضيفا « سيبوا الغلابة بقي في حالهم وسيبوهم يعيشوا في الغلب اللي هما فيه لان نقلهم الي المقطم واكتوبر خراب بيوت لانهم هيبعدوا عن شغلهم واكل عيشهم» فالاغلبية العظمي ترفض قرار المحافظة مؤكدة ان المناطق التي اختارتها غير مناسبة وبعيدة عن اماكن عملهم مما خلق حالة من الغضب والبعض القليل الذي خرج من المنطقة هرب من جحيم الموت تحت الانقاض..بعد ذلك توجهت «الاخبار» الي المهندس هشام الكاشف رئيس حي منشأة ناصر وعرضت عليه مشاكل ومطالب الاهالي وتضررهم من قرار نقلهم فأكد ان المحافظة اتخذت هذا القرار بعد صدور تقرير اللجنة العلمية والاستشارية بان هذة المنطقة منطقة خطرة ولا بد من ازالتها علي الفور حتي لا تتكرر كارثة الدويقة لعام 2008 مشيرا الي ان رغبة اهالي الدويقة في تطوير مساكنهم ومنطقتهم تحت الطلب فهم يسعون الآن الي تركيب 598 عمود انارة في الشوارع الرئيسية بالاضافة الي 606 «كابل» ورصف 4200 متر اسفلت في الطرق الفرعية واخيرا «تبليط» 122 الف متر في المنطقة كخطوة في تطوير المنطقة مؤكدا ان الملاك في شارع الرزاز تم تسكينهم في 6 اكتوبر والمستأجرين تم اسنادهم الي منطقة المقطم واثناء حديثنا مع رئيس الحي تدخل عدد من الاهالي واعربوا عن حزنهم الشديد من وصفهم بالبلطجية من قبل بعض القنوات الخاصة واضافوا انهم يريدون ان يستمع محافظ القاهرة الي وجهة نظرهم ولا بد ان يجلس معهم.
أبعدوا محرر الاخبار وبعد مرور لحظات فوجئنا بمحافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد قادما الي المنطقة لمتابعة اعمال الهدم وفور وصول المحافظ فرض عساكر الامن المركزي طوقا امنيا مشددا حول المحافظ تدخلت حراسته الخاصه وطلبت من القيادات الامنية أبعاد كل الاهالي الرافضين مغادرة المنطقة حتي لا يعترض احد علي قرار المحافظ امام وسائل الاعلام وتوجهت لكي اعرض مطالب المواطنين من اهالي الدويقة عليه فلم اعبر هذا الطوق الامني الا بعدما افصحت لافراد حراسته عن كوني صحفيا وبدأت في اخطار محافظ القاهرة بما حدث امس لبعض المواطنين في اكتوبر وتضررهم من البلطجة وعدم «تشطيب شقق المقطم» وبمجرد الافصاح عن كوني محررا بجريدة «الاخبار» وبدأت في سؤاله امام المواطنين فقام باصدار تعليمات الي حراسته «ابعدوا مندوب الاخبار عني» حيث هرب المحافظ من مطالب المواطنين التي حاولت «الاخبار» ان تصل بها الي سيادته بعدما اصبحت حراسته تختار من يصل اليه ومن لا يصل وهنا نطرح السؤال علي المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء كيف لمحافظ ان يدخل الي منطقة عشوائية بسيارتين جيب شروكي موديل 2011 يتجاوز ثمنهما 700 الف جنيه ؟ وماذا عن العدالة الانتقالية وسياسة التقشف التي تعلنها الحكومة ولماذا لم يراع المحافظ شعور البسطاء الذين لا يجدون «لقمة العيش» وهم يجدونه يستقل هذه السيارات ؟ ويبقي السؤال الاهم اليس من حق المواطنين ان يتحدثوا الي المسئول الحكومي بدون حراسه ام ان محافظ القاهرة مش عازو «وجع دماغ» من الغلابة.