معظم النار من مستصغر الشرر.. اضطرتني الأحداث الاخيرة في محافظة أسوان بين النوبيين والهلايل لاستدعاء تلك المقولة فحدوث مشاجرة بين عائلتين وارد في أي مكان وزمان ولكن ان تتحول الي حرب شوارع بين قبيلتين مصريتين احداهما نوبية فهذا جنوب مصر مؤشر خطير وجرس انذار شديد.. فلا يخفي علي أحد أن أهم عناصر تقسيم المنطقة طبقا للمخططات الصهيو أمريكية اشعال الخلافات وايقاظ الطائفية والعرقية. واذا كانت كل محاولات الفتنة الطائفية قد فشلت في جر المصريين الي حرب أهلية فلم يتبق أمام المتربصين بمصر في الداخل والخارج سوي إذكاء الفتنة العرقية.. ومن المعلن أن ضمن تقسيم مصر انفصال النوبة وانضمامها الي النوبة السودانية وهنا مكمن الخطر الذي يدعونا جميعا الي المبادرة وبسرعة لوأد تلك الفتنة في مهدها واقتلاعها من جذورها دون تهوين ولا تهويل. ويجب أن نعلم جميعا أن في هذه الحالات علينا الأخذ بالأحوط وأعني بذلك إفتراض أسوأ السيناريوهات والعمل علي تماشيها.. ولا يكفي في ذلك تصريحات مسئولية لا تسمن ولا تغني من جوع.. ولن تفيدنا «الطبطبة» علي أحد الاطراف أو التغاضي عن أخطاء الآخر، بل يجب التعامل بكل حسم مع الازمة مع تكثيف التواجد الأمني والاستجابة لمطالب أهالي النوبة العادلة حتي يتم إخماد الشرارات الصغيرة قبل ان تصبح بركانية تأكل الأخضر واليابس والبشر والحجر.. وقبل ان يتحول مستصغر الشرر إلي جهنم لا تبقي ولا تذر!!