توصلت دراسة أجريت بكلية الزراعة جامعة عين شمس إلي فعالية مركب " جورن 19 " الذي ابتكره المهندس الزراعي المصري علي عاشور في زيادة إنتاجية فدان القمح بمعدل 25 ٪ . " وجورن 19 " هو مركب حيوي حاصل علي براءة اختراع رقم "23227" من أكاديمية البحث العلمي المصري، و تم تصنيعه من طحالب بحرية تنمو بغزارة في بحيرة التمساح بمحافظة الإسماعيلية، وكانت " الأخبار " قد نشرت تحقيقا منذ ما يقرب من خمسة أشهر حول هذا الاختراع. وأجريت الدراسة، بناء علي طلب من جهاز تنمية الاختراعات بالأكاديمية، بهدف تحديد النسبة التي يمكن أن يساهم بها المركب في زيادة إنتاجية فدان القمح. وتقول المهندسة جانت إبراهيم رئيس الجهاز ل "الأخبار":" مهمتنا هي التسويق الرسمي والتجاري للاختراعات المهمة التي تصدر عن مكتب براءات الاختراع، ولكن قبل ذلك لابد من الإجابة علي بعض الأسئلة التي قد لا تجيب عليها البراءة الصادرة لأي منتج، ومنها مقدار الفرق الذي يحدثه عند معاملة الأرض الزراعية به". وتستطرد:" يكفي أن يحقق مركب زيادة ولو1 ٪ ليحصل علي البراءة كفكرة جديدة، لكن إنتاجه لن يكون مجديا اقتصاديا، وبالتالي لن يهتم الجهاز بتسويقه ". وتضيف : لذلك كان علينا اللجوء لكلية الزراعة جامعة عين شمس، فهي الجهة الأقدر علي دراسة ( جورن 19 ) وتحديد النسبة التي تجعلنا نتخذ قرار التسويق من عدمه". وتمكنت " الأخبار " من الحصول علي خطاب رسمي وجهته كلية الزراعة إلي جهاز تنمية الاختراعات يتضمن النتائج التي خلصت إليها الدراسة، وجاء فيه أن الكلية اختبرت المركب علي خمسة أفدنة لنبات القمح. وأكدت النتائج أنه رفع إنتاجية الفدان عن المعدل المعتاد بنسبة 25٪ وحددت الدراسة مواصفات للاستخدام حتي يحقق هذه النسبة، حيث ينبغي رشه بمعدل (100 سم3 لكل200 لتر ماء) علي المجموع الخضري للنبات خلال فترتين، الأولي بعد 35 يوما من الزراعة، والثانية بعد 55 يوما. مركب سحري ما لم يتضمنه الخطاب الذي حصلنا علي نسخة منه، هو المقومات التي يتمتع بها المركب حتي يحقق هذا الدور. "الأخبار " نجحت في الوصول إلي ملخص للدراسة التي أجرتها جامعة عين شمس، والتي كشفت عن هذه المقومات. ووفقا للدراسة فإن " جورن 19 " يحتوي علي عدد كبير من العناصر المعدنية والأحماض الكيتونية التي تحدث توازنا أيونيا في العصارة النباتية، فتساعد النبات علي تسهيل امتصاص العناصر المعدنية من التربة، وتدعم تخليق الأحماض الأمينية داخله، وتقوي الأنسجة النباتية، وهو ما يرفع قدرة النبات علي تحمل الحرارة والملوحة، ويزيد من سمك ورقته، مما يساعد علي زيادة عملية التمثيل الضوئي التي تسهل انتقال المواد الغذائية من الورقة للحبة. ويتميز المركب إلي جانب كل ذلك بميزة هامة، تؤكد عليها الدراسة، وهي انه مصنع من مادة طبيعية تماما هي " الطحالب البحرية "، ومن ثم فإنه آمن تماما من الناحية الصحية. ويبدي المخترع علي عاشور سعادته بهذه النتائج التي توصلت لها دراسة جامعة عين شمس، ويقول ل "الأخبار" : رغم أنها لم تكن مفاجئة بالنسبة لي، إلا أنها تمثل اعترافاً علمياً باختراعي من جهة أكاديمية ". ويضيف عاشور : " نسبة ال25 ٪ التي توصلت لها الدراسة، تعداها مزارعون استخدموا مركبي في زراعاتهم ". أحد هؤلاء المزارعين هو المزارع حمدي جودة ، الذي أكد ل " الأخبار " أن إنتاجية أرضه زادت من 14 إلي 19 إردبا بعد استخدام (جورن 19) وقال: "هذا مركب سحري أدعو الجميع لاستخدامه" ، وزادت النسبة عند المزارع حمدي قناوي الذي قال هو الآخر انه أدي إلي زيادة إنتاجية أرضه من 20 إلي 25 إردبا. شرطان قبل التعميم ولا يستبعد د.فوزي كراجة المنسق الإقليمي لبرنامج وادي النيل وجنوب صحراء إفريقيا بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة " إيكاردا "، أن يؤدي جورن 19 هذه الوظائف التي أشار إليها المخترع والمزارعون، خاصة أنه مصنع من طحالب بحرية. ويقول د.كراجة : " الطحالب بها خاصية امتصاص الغازات من الجو، فتقوم بامتصاص غاز النتروجين وتمنحه للنبات، وهو عنصر مفيد في تغذيته، كما أنها تعتبر مادة غذائية محببة للميكروبات الموجودة في التربة، فتتفاعل معها ويؤدي ذلك لإطلاق عناصر البوتاسيوم والماغنسيوم والحديد للنبات، وهي عناصر مفيدة في نموه ". ولكن تطبيق " جورن 19 " أو غيره من الاختراعات لابد أن يخضع لشرطين يؤكد عليهما د.كراجة، الأول يتعلق بجدواه الاقتصادية، والثاني بمدي تأثيره علي التربة. ووفقا للشرط الأول، يقول: " الفائدة المرجوة من جورن 19 يجب أن تزيد علي مقدار ما انفق علي استخدامه، فوفقا لاقتصاديات الزراعة يجب ألا تتعدي تكلفة إنتاج المحصول 25 ٪ من القيمة التي سيتحصل عليها المزارع عند بيعه ". أما عن الشرط الثاني، فإن د.كراجه يؤكد أن تجربة " جورن 19 " يجب أن تستمر لثلاثة مواسم متتالية، والهدف من ذلك معرفة تأثيره علي التربة. ويضيف: " يمكن أن يعطي في العام الأول زيادة 25 ٪ لكن قد يؤثر علي التربة سلبا في الأعوام التالية، لأنه امتص كل عناصرها الغذائية في العام الأول لاستخدامه، ومن ثم يجب الاطمئنان علي ثبات العناصر الغذائية بالتربة مع تكرار استخدامه" . أدينا واجبنا إذن، فإن تطبيق " جورن 19 " هو رهن التجربة لثلاث مواسم علي الأقل، كما كشف د.كراجه، فما الذي يمنع ذلك؟ الدكتور ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي، ينفي مسئولية الأكاديمية عن هذا التأخير. ويقول د.الشربيني: " الأكاديمية ليست جهة تنفيذية، فنحن طلبنا إجراء دراسة بجامعة عين شمس وخاطبنا وزارة الزراعة بهذا المركب، من خلال خطابين موجهين لإدارتي التقاوي والتعاونيات، ولم نتلق ردا ". والسؤال: متي تهتم وزارة الزراعة باختراع، يمكن ان يفيد في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح دون الحاجة إلي توسع أفقي ؟