النقطة الهادئة في صعيد مصر تحولت الي حرب شوارع ومعارك مسلحة ..الناس الطيبون تحولوا الي مصاصي دماء ..الشهامة والنخوة غابت فنسي الرجال اخلاق الفرسان التي تمنع الصعايدة من قتل النساء والاطفال والتمثيل بالجثث في الشوارع ..لا ليس هذا هو الصعيد الذي اعرفه وعشت فيه ..كانت العائلات التي تجمعها خصومات ثأرية تحكمها القيم والتقاليد بعدم المساس بالنساء والاطفال والبيوت لكننا شاهدنا في منطقة السيل الريفي من يحرق المنازل والمواشي ويقتل البشر بلا رحمة ولا هوادة ..ما الذي يستدعي كل ذلك ؟ ما هذا الجنون الذي اصاب القبيلتين ؟ ولماذا غاب كل الحكماء حتي تحولت شوارع السيل الريفي الي سلخانة تسيطر عليها رائحة الدم ؟ واين كان المسئولون ولماذا لم يستيقظوا من سباتهم العميق حتي لا نبكي الان علي الدم المسكوب ؟ نعم قد يكون السبب المباشر لبداية الاحداث مشاجرة بين التلاميذ بسبب معاكسة فتاة ..لكن المؤكد انه كانت هناك نار تحت الرماد اندلعت بمجرد النفخ فيها لتاتي علي الاخضر واليابس ..كانت هناك مشاحنات بين الدابودية والهلايل ومشاجرات لم تجد من يعالجها من جذورها ..كان هناك طرف يشعر انه الاقوي دائما وطرف يشعر انه الاضعف دائما واطراف تشعل فتيل الشرر ..حتي جاءت النهاية الاليمة لكل ابناء مصر بصفة عامة ولنا نحن ابناء الصعيد بصفة خاصة ..والان بعد ان وقعت الواقعة من يستطيع ان يوقف نزيف الدماء ؟ من يقدر علي ايقاف قطار الثار اللعين ؟ هل نجد بين كل قبيلة رجل رشيد ؟ ..اتمني ان يتولي العالم الجليل ابن الجنوب الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر ملف هذه القضية الماساة لعله يستطيع ان يحقن دماء القبيلتين ..يا فضيلة الامام ذهابك الي اسوان حتمي وانا لمنتظرون