يواجه الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند مأزقا سياسيا وسط ضغوط شديدة حتي داخل معسكره لدفعه إلي تغيير حكومته وسياسته غداة الهزيمة القاسية التي تلقاها الحزب الاشتراكي في الانتخابات المحلية التي جرت أمس الأول بعد أقل من سنتين علي وصوله إلي السلطة في مايو 2012 ومن المتوقع أن يتوجه بكلمة إلي الفرنسيين قريبا يعلن فيها موقفه. وكشفت النتائج شبه النهائية للانتخابات عن حصول الحزب الاشتراكي الحاكم علي 40،91٪ من الأصوات في مقابل 45.91 لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني و6،84٪ من الأصوات لليمين المتطرف الذي عزز نتائجه التي حققها في المرحلة الأولي ونجح في الفوز في 13 مدينة من بينها 11 لحزب الجبهة الوطنية وقالت رئيسة الحزب ماري لوبن إن هذه النتائج هي «الأفضل في تاريخ الحزب». ويبقي العزاء الوحيد للاشتراكيين هو تمكنهم من الاحتفاظ ببلدية باريس بعد فوز مرشحة الحزب آن هيدالجو بنسبة 54،5٪ من الأصوات في مقابل 45،5 لمنافستها اليمينية كوسيوسكو موريزيه لتصبح بذلك أول امرأة تترأس العاصمة باريس. ونجحت هيدالجو وهي من أصول إسبانية في الاستفادة من الانجازات التي حققها سلفها الذي عملت كنائبة له لمدة 13 عاما وبعد إعلان فوزها قالت هيدالجو «أنا أول امرأة تتولي هذا المنصب.. أعلم حجم التحدي». وتتوالي الضربات التي يتلقاها الرئيس الفرنسي مع صدور أرقام العجز في الميزانية العامة والذي بلغ 4.3٪ من إجمالي الناتج المحلي أي أكثر من نسبة 4،1٪ التي سعت الحكومة إلي الوصول إليها في حين أن الحكومة الفرنسية التزمت أوروبيا بخفض العجز إلي ما دون 3٪. وألمح مقربون من أولاند أنه أكد بوضوح أنه تلقي رسالة الناخبين الغاضبة وقال وزير الداخلية مانويل فالس الذي يعد الأقرب لرئاسة الحكومة المقبلة «إن الناخبين أعربوا عن تطلعات شديدة وأحيانا عن غضب» مقرا بشكل صريح «بأنها هزيمة محلية ووطنية حقيقية لليسار والحكومة». وتصدرت هزيمة أولاند عناوين الصحف الفرنسية وقالت صحيفة لوموند إن «أولاند سقط في فخ هزيمة تاريخية» ورأت ليبيراسيون أن «الرئيس بات عاريا»