الاستاذ : جلال دويدار أخطأ من اعتقد انه كان بإمكان القمة العربية التي عقدت في الكويت ان تجد مخرجا للمأزق الذي تعاني منه الامة العربية. لم يكن ممكنا تحقيق هذا الأمل بعدما اصبحت جزءا من مخطط تآمري خارجي.. هذا المخطط التخريبي للوطن العربي يعتمد بشكل اساسي علي الممارسات الايرانية ضد الدول الخليجية بشكل خاص والأمن القومي العربي بشكل عام. يضاف الي ذلك ايضا عمالة دول عربية بعينها تعاقدت علي العمل ضد الصالح القومي العربي. وفيما يتعلق بالدور القطري فإن وسيلتها للقيام بهذه المهمة تستند الي فتح اراضيها لإقامة القواعد العسكرية التي تستهدف السيطرة والهيمنة علي كل المنطقة. انها تري في وجود هذه القواعد طريقا لان يكون لها دور لا يتفق مع امكاناتها بأي شكل من الاشكال. توافقا مع هذا التوجه يجري استخدام قطر للثروة التي هي ملك شعبها للانفاق منها ببذخ جنوني علي هذا المخطط التآمري ولصالح تحالفاتها مع الجماعات الارهابية العميلة المتربصة بأمن واستقرار وسيادة الدول العربية. من خلال هذه السلوكيات فإنه ليس صعبا علي الاطلاق التعرف علي الدور القطري من خلال ما قامت وتقوم به ضد مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن من ممارسات تخريبية. ورغم ترحيبنا بالجهود التي بذلتها دولة الكويت لإعادة قطر الي الحظيرة العربية الا أننا نري انه من المستحيل تحقيقه. وهو ما حدث بالفعل حتي وفقا للبيان الختامي للقمة. يأتي ذلك انطلاقا من رسوخ عمالة النظام الحاكم القطري للقوي الاجنبية المتمثلة في الولاياتالمتحدة والتي اصبحت داعمة للإرهاب الإخواني والركيزة التي يعتمد عليها هذا التنظيم لإثبات وجوده. وكما هو معروف فإن هذا التحالف الامريكي كان سندا للانقلاب الذي قام به حمد الابن علي ابيه الشيخ خليفة ليترك الحكم بعد ذلك لابنه تميم الذي يسير في عباءته. من ناحية اخري فإن موقف الولاياتالمتحدة من كارثة سوريا مرهون باستراتيجيتها المسخرة لخدمة مصالح اسرائيل والصهيونية العالمية. بناء علي هذه الحقيقة كان علي قطر ان تعمل ضمن هذه الدائرة التي تخدم المصالح الاسرائيلية والصهيونية. وليس ما يجري في العراق من تقسيم وتخريب وسيطرة لإيران سوي احد روافد السياسة الامريكية في العمل علي تمزق المنطقة العربية وعدم استقرارها. بناء علي هذا الواقع فإنه لم يكن هناك أمل في امكانية ان يعدل النظام الحاكم القطري عن توجهاته المعادية للأمن القومي العربي إلا إذا كان هناك تعديل في الاستراتيجية الامريكية التي تعمل علي تنفيذها حاليا ادارة أوباما. لا جدال ان الحقائق الجلية علي الساحة العربية فيما يتعلق بما يحيط الموقف الامريكي من اتهامات تعززها عمليات التقارب مع النظام الايراني وهو ما يجعل الشكوك والريبة تحيط بهذه التحركات. هذه القضايا تأتي علي رأس ما تم بحثه خلال زيارة أوباما للسعودية والتي أثير حولها العديد من التساؤلات عن علاقة الموقف الامريكي بالتهديدات الايرانية لأمن واستقرار دول الخليج.. وكذلك الموقف الامريكي الداعم لما تقوم به جماعة الارهاب الاخواني من ممارسات ضد الامن القومي المصري واخيرا ما يتعلق بما تشهده الارض السورية من تخريب وتدمير وتقتيل.. الاجابة الصادقة المقنعة حول الموقف الامريكي من هذه القضايا سوف تكون مقياسا للحكم علي جدوي هذه الزيارة.