صالح الصالحى أثار إعلان الببلاوي المفاجئ لاستقالة حكومته تساؤلات عديدة.. خاصة ان دوافع الاستقالة غامضة.. وان كل ما قيل او يقال عن الشفافية والصراحة كلام في الهواء.. وكالعادة هناك أسباب تم اخفاؤها عن الشعب.. الذي يصر المسئولون علي معاملته كالاطرش في الزفة. منذ أيام كثر الحديث عن أجراء تعديل وزاري محدود.. يقتصر علي بعض الوزراء.. ولم يكن هناك أي اشارة الي استقالة للحكومة.. وانما كل ما قيل ان الببلاوي سوف يقوم بهذا التعديل.. وان ذلك يأتي بمناسبة استقالة المشير السيسي من الحكومة لتفعيل اسمه في كشوف الناخبين استعدادا للترشح لرئاسة الجمهورية.. وعلي هذا النحو كانت الأمور تسير.. ومارس الببلاوي عمله الروتيني، وعقد اجتماعا وزاريا حول أموال المعاشات يوم السبت.. وكان مقررا له السفر لحضور قمة أفريقية في العاصمة النجيرية »أبو جا« أمس، كانت قد دعيت اليها مصر مع عدد كبير من قيادات أفريقيا. الا انه ودون سابق إنذار، تم استدعاء الببلاوي الي مقر رئاسة الجمهورية يوم الاحد الماضي.. حيث التقي بالرئيس عدلي منصور.. ولم يتم كشف أي تفاصيل عن هذا اللقاء.. وعاد الببلاوي من رئاسة الجمهورية الي مقر مجلس الوزراء.. وقرر عقد مجلس وزراء يوم الاثنين التالي للقاء رئيس الجمهورية.. دون جدول أعمال أو سابق التحضير له.. واخطر الوزراء خلال الاجتماع بالاستقالة.. التي جاءت مفاجئة للوزراء انفسهم.. ومنهم من أعلن ذلك صراحة.. مما يؤكد أنها اقالة مهذبة جاءت في صورة استقالة.. خاصة ان مبررات ودوافع الاستقالة التي ساقها وأعلنها الببلاوي نفسه لم تشهد جديدا، للتعجيل باستقالة الحكومة.. كما ان الببلاوي اكد ان هناك أسبابا للاستقالة لا يمكن اعلانها الآن.. أي ان الحكومة رغم ثورتين مازالت تعامل المواطن علي انه اطرش في الزفة.. وانه غير مؤهل لمعرفة أشياء كثيرة.. ولذلك تم حجب السبب الحقيقي لاقالة الحكومة عن الشعب. ومما يؤكد انها اقالة وهناك اسباب غير معروفة لها فقد تم تكليف محلب بتشكيل الوزارة الجديدة شفاهة يوم الاحد.. عقب لقاء منصور والببلاوي.. كما ان المشير السيسي لن يترك الوزارة الجديدة.. وسوف يكون عضوا ونائبا لرئيس الوزراء لعدة أيام، حتي يتم اقرار قانون الانتخابات الرئاسية وفتح باب الترشح.. أي ان سبب التعديل الذي كان سيتم، لم يكن هو سبب استقالة الحكومة. كل هذا يدور في فلك احتمالات تغيير الوزارة الجديدة بعد أشهر.. وتحديدا بعد انتخاب مجلس الشعب.. يعني بصراحة أحنا بعد ثورة 52 يناير تحديدا ما يبعشلناش حكومة.. بعد ان كنا نتميز بالاستقرار الوزاري الطويل. فاذا لماذا الاستقالة في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا محلب رئيس للوزراء؟.. وبالطبع لن يجيب احد، والأيام تتحمل مسئولية الاجابة .