تسعة أيام قضيتها في رحلة روحانية مع الله ورسوله وأتمني لمن يقرأ كلماتي أن يكرمه الله بمثل هذه الرحلة عدت منذ أيام من رحلة روحانية مع الله والرسول فقد دعاني الله لزيارة بيته الكريم فلبيت الدعوة وشددت الرحال الي المدينةالمنورة لزيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم ومنها الي مكةالمكرمة لزيارة أول بيت أقيم في الدنيا وكم أتمني لمن يقرأ كلماتي هذه أن يكرمه الله بمثل هذه الرحلة الروحانية. كانت بداية الرحلة كما قلت الي المدينةالمنورة. ومن نافذة الطائرة وكنا في أول الليل شاهدت انوارا تنبعت بشدة من بقعة مكرمة فعرفت أنها مسجد رسول الله ..ووجدت دموع الفرح تنهمر من عيني وبراحة نفسية اشتاقت لها نفسي بعد أن عشت قرابة ثلاث سنوات أخيرة في حالة اكتئاب وحزن علي أحوال بلدي.. وما أن وصلنا الي الفندق وهو لا يبعد عن المسجد النبوي الا امتارا معدودة بهرني بشدة التصميم العمراني لهذا المسجد والذي يعتبر اروع المساجد في العالم من حيث التصميم والفخامة والنظافة وسبحان الله، فإن كل من يزور المدينةالمنورة يحس براحة نفسية وهدوء واطمئنان ولن أبالغ اذا قلت إن الانسان يتحول في تصرفاته الي ملاك خاصة أنه يعلم ان العمل الطيب هنا له اضعاف مضاعفة من الحسنات وأن السيئة الواحدة لها اضعاف مضاعفة من الجزاء.. فكل الناس يراعون الله في كل خطوة وكل تصرف بل وكل نظرة ويكتفي دائما بالنظرة الاولي المسموح بها فلا تسمع اصواتا عالية ولامشاحنات ولاجدال الا البسمات والاقوال الطيبة.. ولم تمض ساعات حتي سمعت اذان الفجر يدوي في سماء المدينة ونظرت من نافذة الفندق فإذا بي أجد مسابقة في العدو من انواع البشر تسارع الي مكان لها في المسجد ورغم المساحة الشاسعة لهذا المسجد فقد وجدت لي مكانا في زاوية لا تزيد علي متر أو مترين وكان يصاحبني في هذه الرحلة صديقي وزميلي ابوبكر منتصر وكيل وزارة سابق بأمانة مجلس الشعب وتقاسمنا المترين لكي نتمكن من الصلاة لان الزحام قد وصل الي منتهاه والبشر من حولنا من كل الانواع والاجناس التركي والماليزي والاندونيسي والباكستاني والهندي إلخ إلخ، الكل يتسابق لدخول المسجد والصلاة داخله أو حتي في الحرم الخارجي للمسجد ومساحته شاسعة. وتكرر هذا المشهد كلما سمعنا اي اذان للصلاة طوال الاربعة ايام التي قضيناها في المدينة.. وتخلل هذه الأيام محاولات للصلاة في الروضة ولم تفلح جهودنا ولكننا نجحنا وبصعوبة كبيرة في زيارة قبر الرسول وهي زيارة مصحوبة بدموع ساخنة تنهمر دون إرادة ندما وطمعا في أن يغفر الله لنا ذنوبنا. إلي مكة الثلاثاء: وجاء موعد توجهنا إلي مكة المعظمة وتركنا المدينة ونحن نشاهد آلاف الفنادق التي تبني لكي تسع ملايين الزائرين وتعجبنا من ادارة المرور التي تنجح في ادارة مرور الالاف من الاتوبيسات الحديثة التي تنقل المعتمرين او الحجاج بكل سهولة ويسر وتعجبنا من كثرة الأنفاق والطرق الحديثة التي تنشأ لراحة البشر ومع كل هذه الامواج من البشر والاتوبيسات لم نشاهد عسكري مرور الا نادرا.. وركبنا الاتوبيس المخصص لنا ونحن نحمل هم المكوث داخله لمدة 7 ساعات حتي نصل من المدينة إلي مكة لنمر أولا بأبيار علي لمن لم يكن قد أحرم قبل نزوله من الفندق واخترق بنا الاتوبيس طريقا طويلا بين صحراء قاسية بها جبال صارمة وكان سؤالنا كيف كانت هجرة الرسول من مكة الي المدينة في ظل هذه الظروف القاسية وفي ظل عدم وجود وسائل نقل مكيفة مثل التي كنا نستقلها ولهذا هانت علينا المشاق ومضت الرحلة ميسرة وكلنا نتطلع الي مكة لكي نشاهد الكعبة ونحن نلبي لبيك اللهم لبيك ووصلنا في العاشرة مساء وذهلت لما رأيته من تطور معماري وطرق مرصوفة وانفاق اطوالها كيلو مترات وجاء الفندق الذي نزلنا فيه أمام الحرم مباشرة، انها أحدث أبراج تم بناؤها في مكة تتكون من عدة أبراج متصلة بها العديد من الفنادق 5 نجوم و7 نجوم والعديد من المولات والمحلات والمطاعم ويعلوها ساعة تشبه ساعة بيج بن الشهيرة في انجلترا وان كانت تفوقها فخامة وحلاوة تخضر قاعدتها كلما حان وقت الصلاة ويمكن لاي مسافر ان يري الساعة من اي مكان في مكة.. ووضعنا حقائبنا وزال عنا التعب والارهاق وتسابقنا لاداء مناسك العمرة.. وكانت الملاحظة التي صدمتنا الزحام الشديد حول الحرم وكأننا في وقت الحج تماما واقترحت علي زوجتي جليلة ان نطوف من الدور العلوي الذي انشيء حديثا نظرا للتوسعات التي تقوم بها السلطات السعودية وتجنبا للزحام الشديد ولكن زوجتي جذبتني الي الطواف في الدور الارضي لنكون اقرب الي الكعبة ولكي نتملي بمشاهدتها اثناء الطواف وبدأنا رحلة الطواف والدموع لم تفارقنا والدعاء وطلب الرحمة من الله وأن يغفر الله ذنوبنا وان يدخلنا الجنة برحمته وأن يصلح لنا أمورنا ولاولادنا واحفادنا ولكل من وصانا بالدعاء له وان يكرم رجال بلادنا المسئولين عنا ويزيح كابوس الاجرام والارهاب عن شعبنا الطيب.. ثم توجهنا بعد زمزم وشرب مائها الي الصفا والمروة وهي مسافة تعتبر كبيرة 5.3 كيلو علي الاقل ذهابا وايابا إلا أن الله يسرها لنا خاصة وأن السلطات السعودية وسعت مكان الصفا والمروة. وعدنا الي الفندق قبيل صلاة الفجر بساعة تقريبا ونظرت من النافذة فوجدت الطريق الي الحرم قد أصبح مستحيلا بعد ان افترش المصلين الحرم من داخله ومن خارجه وشعرت بضيق لاني سأحرم من الصلاة داخل الحرم الا ان العاملين في الفندق أخبروني بأن هناك مسجد في الدور 25 تصلي فيه وأمامك الكعبة مباشرة وهو ما أراح صدورنا.. ومرت الأيام وأنا أصلي في هذا المسجد وأمامي الكعبة أنظر إليها لان النظر إليها عبادة.. عدلوا القانون الخميس: لقد فاض بنا الكيل واسودت الحياة في عيوننا واصبحنا نكتئب وتملأ الدموع أعيننا حسرة علي جنودنا وضباطنا الذين تفتالهم رصاصات الغدر والارهاب ولم تعد القلوب تتحمل المزيد، فللصبر حدود.. ان الارهاب والمجرمين يتنافسون كل يوم في قتل افراد الشرطة ورجال القوات المسلحة والغريب ان احدا لم يتطرق الي لب المشكلة بل يلتف ويدور حول إعادة هيكلة الشرطة أو تغيير برامج التدريب والواقع والحقيقة ان العيب في القانون الذي لايتيح للشرطي السيطرة علي من يعتدي عليه ولايسمح للشرطي باطلاق النار دفاعا شرعيا عن نفسه اي لايطلق النيران الا اذا اطلق الارهابي النيران عليه أولا أي المطلوب ان يكون الشرطي جيمس بوند يتلقي الرصاص دون أن يموت ثم يبدأ هو باطلاق النار. وفي كل دول العالم الا مصر يضع الشرطي كاميرا تسجل اجراءات الاحداث، والقانون يتعين علي ان كل من يواجه الشرطي ان يستوقفه الشرطي ولايأتي بأي حركة الا بأمر من الضابط وإلا استخدم ضده القوة ولو حاول الهرب مترجلا او سائقا يحذر باطلاق النار ثم يطلق عليه وعلي اي معاون له.. وحتي اذا استوقف سائق سيارة يقوم الشرطي بامر السائق ان يضع يده علي عجلة القيادة ويضع يده علي رأسه ليتم تفتيشه ولو حاول الخروج من باب السيارة أو أت بأي حركة مريبة يطلق عليه النار فورا وكل هذه الاجراءات تسجلها الكاميرا التي علي كتف الضابط صوتا وصورة، وهكذا توقف سباق الارهابيين في مسلسل قتل الجنود والضباط.. والامر الآن بيد المشير عبدالفتاح السيسي لوضع حد لهذه الظاهرة التي تزهق ارواح شبابنا فيجب تعديل القانون فورا ففاقد الامن لايعطيه. أحلي كلام إذا لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل..