ربع مليون وثيقة أخري سربها موقع ويكيليكس عن زعماء عرب وأوروبيين مما أوقع وزارة الخارجية الأمريكية في حرج مع دول صديقة وكشفت اسرارا غير معلنة في تقارير سفراء ودبلوماسيين أمريكيين.. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تسريب هذه الوثائق التي اربكت إدارة الرئيس أوباما، وكانت الدفعة الأولي التي فاجأت العالم وأحدثت زلزالا سياسيا - عن القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وأوضحت مدي الاختراق الذي وصلت إليه ويكيليكس وإلي حد أن تلك الوثائق وجهت ضربة موجعة للسياسة الأمريكية الخارجية - وخاصة في العالم العربي - بالنسبة لتحالف إدارة أوباما مع حكومة علي عبدالله صالح في اليمن ونشرت برقيات عن الهجمات الصاروخية الأمريكية علي معاقل القاعدة وكان الرئيس صالح قد تحدث عنها باعتبارها عمليات قامت بها القوات اليمنية بدعم من المخابرات الأمريكية، وكشفت الوثائق ان الرئيس اليمني عرض سرا حرية دخول القوات الأمريكية لليمن لشن هجمات ضد أهداف القاعدة! ومن ناحية أخري كشفت الوثائق عن ان معمر القذافي اثار ذعرا نوويا في عام 9002 عندما أجل إعادة مواد نووية مشعة إلي روسيا وكان يستعد لترك يورانيوم عالي التخصيب دون حماية عقب خلاف مع الأممالمتحدة بسبب عدم السماح له باقامة خيمة في نيويورك وأبقي الدبلوماسيون الأمريكيون الحادث في الكتمان خوفا من سرقة 5.2 كيلو جرام من اليورانيوم من منشأة تاجوراء النووية الليبية قرب طرابلس! والملاحظ ان الدفعة الثانية من الوثائق تركز علي إيران وتهريبها الصواريخ إلي حزب الله في لبنان.. وارتباط مسئولين عراقيين مع الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية واشارت وثيقة أخري إلي ان مساعدات طهران لعملاء عراقيين تقدر بين مائة مليون ومائتي مليون دولار سنويا، وأوضحت وثائق ويكيليكس ان الحرس الثوري الإيراني ينشط في عمليات تجسس في العراق، ودعم المجموعات الأكثر عنفا.. ولكن ثمة وثيقة مهمة عن ان المرشد الأعلي علي خامنئي مصاب بسرطان الدم في مراحله النهائية ويمكن ان يموت خلال شهور، وان الرئيس الإيراني السابق هاشمي رافسنجاني - وهو من معارضي أحمدي نجاد - بدأ باعداد نفسه ليكون خليفة خامنئي! وقد أدي كشف المستور للدبلوماسية الأمريكية من خلال تلك الوثائق إلي حرج لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية التي تسعي لاحتواء الفضيحة، فإن هناك معلومات طلبتها عن أعضاء الوفود في الأممالمتحدة ومنها الحمض النووي وغير ذلك من التسريبات التي تضر بمصالح الولاياتالمتحدة وعلاقاتها مع اصدقائها ومن ذلك ما اشارت إليه الواشنطن بوست من الضرر الذي يمكن ان يلحق بعلاقة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي والجيران العرب وتخوف السنة من تنامي سلطة الشيعة وزيادة النفوذ الإيراني في العراق.. ولذا تحقق وزارة العدل الأمريكية في قضية تسريبات ويكيليكس إلا أن هناك عقبات قانونية ستواجهها في حالة توجيه اتهامات جنائية إلي »جوليان اسانج« مؤسس الموقع، وتصل التداعيات إلي حد ان اعضاء في مجلس الشيوخ قدموا مشروع قانون في الكونجرس لملاحقة أسانج واعتبار الاعلان عن هوية الجيش الأمريكي أو وكالة المخابرات المركزية.. جريمة! وكشفت مجلة ديرشبيجل ان الوثائق الدبلوماسية التي نشرها ويكيليكس مصدرها نظام اتصال إلكتروني تستخدمه وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الأمريكية ويسمح لحوالي 5.2 مليون موظف أمريكي بدخوله ولكن غاب جزء من الوثائق المصنفة »سري للغاية«.. ومحاكمة أسانج ستحتاج أدلة تثبت انه كان علي اتصال بجهات خارجية وانه كان ينوي امدادها بأسرار!