عمرو الخياط العلماء ببواطن الامور في مصر اصبحوا كثيرين، وزادوا في الفترة الاخيرة بصورة ملحوظة وبات كل منهم مصدقا انه الوحيد الذي لديه المعلومة الصحيحة التي لا تحتمل الغلط، أتحدث عن الذين يرددون الآن معلومات مغلوطة عن ترشح الفريق اول عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، والتي وصلت في جانب منها الي مرحلة المؤامرة علي الرجل. منذ ايام نشر في صحف عربية وأجنبية تقريرا منسوب الي مصادر مطلعة تؤكد ان الفريق اول قرر عدم الترشح للرئاسة وان ذلك قرار نهائي ولا رجعة فيه، وقبله نشر علي لسان الرجل انه قال داخل مجلس الوزراء انه لن يسمح بعودة رجال النظام السابق ، وكلا التقريرين بدون مصادر ومجهولان. ومن داخل اجتماع مجلس الوزراء سألت احد الوزراء عن حقيقة ما قالة الفريق اول في هذا الامر قال لي إن الرجل كان آخر المتحدثين في مناقشة حول ظهور بعض الشخصيات التي كانت محسوبة علي نظام مبارك في الاستفتاء وقال السيسي ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال اذهبوا فأنتم الطلقاء، وانا رجل أؤمن بالله ورسوله وإذ كان هذا هو تصرف الرسول فالأولي ان نقتدي به، وأضاف انه ليس مع إقصاء احد وان مصر تحتاج الي تكاتف الجميع من أبنائها مشددا انه لن يسمح بعودة نظام سابق. والرجل له كل الحق فالمصريون ثاروا علي نظامين سابقين فكيف يسمح بعودة اي نظام منهما، الا ان البعض التقط ما قاله ليحدث وقيعة بين الفئات المختلفة التي توحدت في 30 يونيو لتفكيك ذلك وعودة التشرذم للشعب المصري مرة اخري وهو امر مستحيل حدوثه او العودة اليه مرة اخري. وعلي الجانب الآخر فإن الرجل يتعرض لضغوط كبيرة من اجل الترشح للرئاسة، وليس سرا ان اقول ان الفريق اول السيسي في اجتماع الندوة التثقيفية الثامنة فوجئ بمطالبة كل الحاضرين من المثقفين والقضاة والفنانين والاهم رجال الجيش بضرورة النزول علي رغبة الشعب المصري والترشح للانتخابات الرئاسية، فما كان من الرجل الا ان قال ردا علي كل المطالبات التي قيلت اللي يريده ربنا هو اللي حيكون،، وكان يستطيع في تلك اللحظة التي لا يمكن ان يتحملها بشر ان يعلن رفضه للمطالبات او قبوله لها وعاد ليؤكد انه لن يعطي ظهره لمطالب أبناء الشعب، هذا ما قاله السيسي في العلن فمن اين أتت التقارير التي تؤكد انه اتخذ قرارا بعدم الترشح للرئاسة، هذه التقارير هي محاولة من البعض لإيجاد دور لهم في النظام القادم بصورة او بأخري خاصة ان دور هؤلاء انحصر في الحياة السياسية ويدركون ان المرحلة القادمة ليست فيها ولن يلعبوا أدوارا كانوا قد اكتسبوها بعد 25 يناير من دون حق. القادم يحتاج منا تكاتفا وليس تشرذما، وقبل ذلك وهو الأهم ان نعمل لمصر وليس لمصالح شخصية.