منذ عدة سنوات كانت الصدمة عند ظهور أول تصنيف للجامعات، حيث خرجت جميع الجامعات المصرية من ضمن أفضل خمسمائة جامعة علي مستوي العام حسب تصنيف جامعة شنغهاي، وطوال السنوات تحاول الجامعات المصرية جاهدة الدخول ضمن تصنيف أفضل الجامعات. ولقد بذلت جامعة الاسكندرية جهودا غير عادية للحاق بركب الجامعات المتقدمة، فقامت بتشجيع البحث العلمي ورصد مكافآت قيمة للأبحاث المميزة المنشورة في المجالات العلمية العالمية، كما خصص مجلس الجامعة جانبا كبيرا من جلساته لمناقشة تطوير البحث العلمي وتطوير أداء أعضاء هيئة التدريس، وعقدت جلسات عديدة وشكلت لجان متخصصة وتابع المسئولون في مختلف المواقع بالجامعة مهمة النهضة العلمية، وبذل رئيس الجامعة السابق »أ.د. حسن ندير« ونوابه جهدا غير عادي في ذلك، وضاعفت رئيسة الجامعة الحالية أ.د. هند حنفي هذه الجهود، وأسفر ذلك عن دخول جامعة الاسكندرية في أغسطس 0102 ضمن أفضل 002 جامعة علي مستوي العالم »من بين 81 ألف جامعة« حيث حصلت علي المركز 741 حسب تصنيف التايمز البريطاني وهو من التصنيفات الدقيقة والشهيرة لتقييم الجامعات بعد النظام الصيني »شنغهاي« والنظام الاسباني. وبهذا الترتيب تصبح جامعة الاسكندرية الأولي عربيا والثانية افريقيا بعد جامعة كيب تاون »علما ان الجامعات الاسرائيلية لم تشارك في هذا التصنيف«. ولقد استخدم تصنيف التايمز البريطاني 31 مؤشرا للأداء بهدف رصد الثقة الجامعية من التدريس إلي البحث العلمي ونقل المعرفة والابتكارات والتعاون مع الصناعة. وحصلت جامعة الاسكندرية علي 5.05٪ وفقا لعناصر هذا التصنيف.. واللافت للنظر انه حينما صدر تصنيف جامعة شنغهاي خلوا من أي جامعة مصرية، قامت الدنيا ولم تقعد، واشتد الهجوم علي الجامعات المصرية، رغم صعوبة الظروف التي تعمل فيها وتدني ميزانية البحث العلمي »2.0٪ من ميزانية الدولة«، وزيادة أعداد الطلاب وضعف مرتبات أعضاء هيئة التدريس وتهالك المباني وفقر المعامل بالاضافة إلي قلة ايفاد المعيدين للخارج، أما حينما نهضت الجامعات المصرية، ووضعت خططا للدخول في التصنيفات العالمية، حيث برزت جامعة القاهرة، أعرق الجامعات المصرية، ضمن أفضل الجامعات العالمية حسب بعض التصنيفات، وكذلك نهضت جامعة الاسكندرية، ثاني اعرق الجامعات المصرية، واخذت مكانتها ضمن الجامعات المصنفة عالميا، لم يتحدث أحد عن هذه الانجازات وكأن الحديث لا يكون إلا عند الفشل وللنقد وجلد الذات، إنها محاولة للفت الانظار إلي تطور الجامعات المصرية، وتميز جامعة الاسكندرية، تلك الجامعة التي احتفل العالم بها في مختلف المؤتمرات واللقاءات التي عقدت عقب اعلان دخولها ضمن افضل 002 جامعة، وهو ما يعتبر خطوة علي الطريق، نأمل ان تتبعها خطوات أخري من جامعة الاسكندرية وسائر الجامعات المصرية حتي تحتل مكانتها الحقيقة اللائقة بها باعتبارها من أعرق وأفضل جامعات العالم، فهناك من يبذل الجهد والعرق في سبيل عودة مصر لمكانها الطبيعي بين دول العالم، وهو ما يستحق الاشادة والتقدير. كاتب المقال : عميد كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية