خلال ساعات ومع انتهاء الجولة الثانية لانتخابات مجلس الشعب التي تنطلق صباح اليوم تتحدد وبصفة نهائية أسماء 6 من أصل 8 نواب سيمثلون الإسماعيلية في المجلس النيابي المصري الذي يقود العملية التشريعية في البلاد حتي عام 2015. وتشهد جولة الإعادة التي تجري بالإسماعيلية اليوم لاختيار 6 أعضاء جدد بالمجلس تنافس 12 مرشحا بينهم مرشحتان تتنافسان علي مقعد العمال للكوتة النسائية، فيما يبلغ عدد اللجان الانتخابية بمحافظة الإسماعيلية 578 لجنة منتشرة علي مستوي دوائرها الانتخابية الثلاث مقيد أمامها 473.246 ألف ناخب، من بينهم 158.441 بالدائرة الأولي ( مركز ومدينة الإسماعيلية ) و187.143 ألف ناخب بالدائرة الثانية (كل من مركزي فايد والتل الكبير ) و127.692 ألف ناخب بالدائرة الثالثة وتضم القنطرتين وأبوصوير .ولعل المشهد في الدائرة الانتخابية الأولي بالمحافظة ( مركز ومدينة الإسماعيلية ) وهي الدائرة المفتوحة الوحيدة، التي شهدت حسما لأحد مقعديها بفوز محمود عثمان، يجسد صورة واضحة لما يجري، فرغم أن انتخابات الإعادة تجري في الدائرة ما بين مرشح الوطني لمقعد العمال علي الأسود الذي تصدر قائمة المتنافسين علي المقعد في الجولة الأولي بعدما حصل علي 13746 صوتا وأحمد أبوزيد نائب الوطني ووكيل مجلس الشعب وزعيم الأغلبية الأسبق الذي يخوض الانتخابات هذه المرة كمستقل وحصل فقط علي 4398 صوتا في الجولة الأولي، وهوما يتصور معه الكثير بأن المعركة محسومة للأسود إلا أن تغيير موازين القوي الناتج عن محدودية الإقبال علي المشاركة في جولة الإعادة مقارنة بالجولة الأولي، غير تبدل توجهات أنصار مرشح الوفد النائب السابق صلاح الصايغ الذي خسر مقعده هذه المرة وأنصار المستقل عبدالعزيز عبد الجواد، إضافة إلي التوجه المتوقع لأصوات جماعة الإخوان ضد مرشح الوطني، كل ذلك من شأنه تضييق الفجوة الكبيرة في عدد الأصوات ما بين الاثنين، وهو ما دفع علي الأسود إلي التحرك بقوة لحشد الأصوات ربما علي نحو يتجاوز ما تحقق له في الجولة الأولي، خاصة وأن معركته تجري أمام نائب مخضرم علي معرفة لا يستهان بها بطبيعة الانتخابات.ومن جانبه صعد أحمد أبوزيد من وتيرة تحركاته في الدائرة والتي وظف لها صداقاته التاريخية بأبناء جيله، وفي مقدمتهم الفنان فايق عزب الذي يتواجد بصفة دائمة ملاصقا لصديق عمره أبوزيد. العائلات .. تحسم الثانية ولا تختلف الصورة كثيرا في الدائرة الثانية (مركزي التل الكبير وفايد) التي تجري انتخابات الإعادة علي مقعديها للفئات والعمال، وفيما يبدو واضحا تفوق مرشح الوطني علي مقعد العمال صلاح عبد العزيز الذي كان قد حصل في الجولة الأولي علي 25378 صوتا علي منافسه المستقل حسن الطباخ وحصل علي 5791 صوتا، يبقي أمر حسم من سيفوز بمقعد الفئات مفتوحا علي كل الاحتمالات، فالمقعد الذي تقتصر المنافسة للفوز به هذه المرة علي مرشحي الوطني الدكتور محمد عوض وحصل علي 20423 صوتا ووهدان البعلي وحصل علي 8348 صوتا، لا يمكن التكهن بمن سيصل إليه لأسباب جوهرية أهمها خروج عدد كبير من أبرز المرشحين أصحاب الكتل التصويتية الكبيرة أبناء مركز التل الكبير الذي ينتمي إليه البعلي من دائرة المنافسة، وهو ما يعني تحول الأصوات التي حصلوا عليها، لابن المركز نفسه، في مقابل احتفاظ الدكتور عوض بأصوات أبناء فايد وحصوله علي أصوات أنصار عدد أقل من المرشحين السابقين أبناء المركز نفسه مقارنة بما قد يتحقق للبعلي..، وفي تخوف ينظر الاثنين إلي الوجهة التي ستؤول إليها الكتلة التصويتية للإخوان إن قرروا المشاركة تصويتا في الإعادة بعد خسارة مشرح الجماعة النائب السابق حمدي إسماعيل لمقعد الدائرة .فرسا السباق الرابحان في الجولة الأولي بالدائرة الثالثة ( أبوصوير والقنطرتين ) كانا مرشحا الوطني عادل خالد عمال الذي حصل علي 16688 صوتا واللواء عادل عبد الغني الذي حصل في الجولة الانتخابية الأولي علي 13628 صوتا وينافس الأول في الإعادة علي مقعد العمال نائب الوطني الأسبق الذي ترشح مستقلا سعيد شعيب وحصل علي 6164 صوتا، وينافس الثاني علي مقعد الفئات مرشح الحزب الوطني الدكتور محمد الزغبي وحصل في الجولة الأولي علي 6907 أصوات، ورغم أن ما يسري علي الدائرتين الأولي والثانية من تغير توجهات الكتل التصويتية في الإعادة يسري علي هذه الدائرة، إلا أن حساب حجم هذه الكتل ومساراتها في الجولة الأولي يعزز فرص احتفاظ العادلين بتفوقهما، فما حصل عليه النائب السابق والمرشح المستقل عمال سعيد شعيب وهو من أبوصوير (جنوب غرب الدائرة) في الجولة الأولي هومحصلة تحالفه والمرشح السابق محمد رحيل (وهومن القنطرة غرب) شمال الدائرة .. أي أنه مجموع ما للاثنين من أصوات في القنطرة وأبوصوير، وهوما يعزز فرص عادل خالد في الاحتفاظ بتفوقه في الدائرة، ولا يختلف الأمر كثيرا في موقف المنافسة علي مقعد الفئات ما بين اللواء عادل عبد الغني والدكتور محمد الزغبي، فالأول أثبت أن له رصيدا لا يمكن اختراقه أوالاجتزاء منه في نطاق أبوصوير مسقط رأسه، مع علاقات مؤثرة ممتدة في القطاع الشمالي والشمالي الشرقي من الدائرة (بالقنطرتين) في حين يقف تأثير الزغبي عند حدود القنطرة غرب . صراع نسوي المشهد الانتخابي الأصعب والأشرس في الإسماعيلية هو ولا شك بين المتنافستين علي مقعد العمال في الكوتة النسائية ماجدة النويشي وفد وسمية صفوت وطني، وكانت الجولة الأولي قد شهدت تقدم النويشي علي صفوت . وما يمكن التأكيد عليه أن الصراع علي المقعد هذه المرة هو في الإسماعيلية ليس صراعا حزبيا ما بين الوطني والوفد، وإنما خرج عن إطار السياسة وتحول إلي صراع نسوي خالص بكل ما يمكن للأمر أن يصل إليه، ولعل هذه الحقيقة كانت وراء مواصلة النويشي معركتها الانتخابية، خروجا علي إرادة حزبها الذي قرر الانسحاب من الإعادة. فالنويشي نجحت في حشد الالتفاف حولها.. من جانب غالبية الأصوات النسائية بمن فيهن عضوات بارزات في الحزب الوطني،