حاصرتنا كل وسائل الاعلام بخبر الاعلان عن ظهور دواء جديد لعلاج فيروس سي تتجاوز نسب نجاحه 95٪.. الخبر حمل للمرضي كل عناصر التفاؤل.. فالدواء كما يؤكد الاطباء فعال وحاسم.. وخاليا من أي أعراض جانبية.. ويتم تناوله بسهولة عن طريق الفم وليس الحقن. كلام جميل.. ما اقدرش اقول حاجة عنه.. ولكن الذي لم تذكره المقالات العديدة هو سعر الدواء المرعب والكفيل باصابة السليم بالمرض.. فالدواء الذي تم تسجيله منذ ستة ايام فقط سيتم طرحه في امريكا بمائة الف دولار للكورس الواحد.. اي حوالي 700 ألف جنيه مصري.. ولا أعرف ما هو المطلوب من المرضي أمام هذا التعجيز!! الحقيقة ان تجارة الدواء اصبحت تجارة بلا قلب تفوق في أرباحها تجارة المخدرات.. ومهما بررت الشركات مواقفها التسعيرية بأنها تعويض لما تكبدته من اموال مقابل الابحاث والتجارب.. فهو مجرد كلام للاستهلاك الاعلامي.. لكن الواقع ان تسعير الشركة لدوائها لا يعكس تكلفة انتاجه.. بقدر ما يعكس رغبتها المحمومة في تحقيق أعلي المكاسب في لمح البصر.. علي طريقة "اخطف واجري" مستغلة الام المرضي ولهفتهم وراء أي امل جديد.. عموما.. لن اقتل فرحة المرضي.. فالدواء ابو مائة الف دولار ليس نهاية المطاف.. وكما قال لي الدكتور الكبيرابراهيم مصطفي استاذ الكبد الحاصل علي جائزة الدولة التقديرية هذا العام.. اننا يجب ان نتريث فعام 2014.. سيشهد وداع الانترفيرون وظهور مجموعة كبيرة من الادوية اكثر فاعلية.. وامام تعدد الادوية لن تستطيع شركة واحدة احتكار السعر وإذلال المرضي.. وسيكون العام القادم ان شاء الله هو عام القضاء علي فيروس سي الذي حير العلماء.