طفل يلوح لتمثال نىلسون ماندىلا فى جوهانسبرج تستعد جنوب أفريقيا لأسبوع من الحداد الوطني لتشييع رئيسها السابق والزعيم الأفريقي نلسون مانديلا الذي رحل الخميس الماضي عن 95 عاما بعد صراع مع المرض لستة اشهر ونضال طويل ضد الظلم كلفه 27 عاما من عمره في السجن. ومن المتوقع أن تشهد جنازة مانديلا الذي يعد رمزا للمصالحة الوطنية والنضال من أجل الحرية حضور عدد كبير من القادة والسياسيين والفنانين والزعماء الروحيين من جميع أنحاء العالم من بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزوجته وسلفاه جورج بوش وبيل كلينتون. كان رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما قد أعلن عن أسبوع للحداد الوطني يبدأ من اليوم "بيوم وطني للصلاة والتأمل" ثم تجمعات محلية تنظمها مجالس بلدية وفروع المؤتمر الوطني الافريقي ونقابات وكنائس وستنظم مراسم وطنية رسمية الثلاثاء في ستاد سوكر سيتي في سويتو بالقرب من جوهانسبرغ والذي شهد ظهور مانديلا للمرة الاخيرة بين الناس في ختام مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2010 وبعد ذلك سيسجي جثمان مانديلا في مقر الرئاسة من 11 الي 13 ديسمبر لإلقاء نظرة الوداع عليه قبل دفنه الأحد 15 ديسمبر في مسقط رأسه بقرية كونو. ومع أن الاثنين 16 ديسمبر ليس جزءا من برنامج اسبوع الحداد لكنه سيكون يوم عطلة في "عيد المصالحة" وسيشهد تدشين بناء تمثال لمانديلا أمام مقر الرئاسة. ولم ينتظر سكان جنوب أفريقيا المراسم الرسمية لتكريم أول رئيس أسود للبلاد فأمام المنزل الذي توفي فيه في جوهانسبرغ والمنزل الذي عاش فيه في سويتو قبل اعتقاله وتمثاله في مركز تجاري يحمل اسمه في إحدي ضواحي جوهانسبرج ومقر الرئاسة في بريتوريا ومبني بلدية الكاب حيث القي اول خطاب بعد اطلاق سراحه وضع المواطنون من السود والبيض أكاليل والورود ورسائل تعزية مرددين أغان ضد الفصل العنصري أو لتمجيد مانديلا وسط مخاوف من أن تؤدي وفاة الزعيم لتجدد الصراعات العنصرية في البلاد. ولد مانديلا عام 1918 وكان من بين أول من نادوا بالمقاومة المسلحة للفصل العنصري وحكم عليه بالسجن مدي الحياة عام 1964 ليقضي نحو 10 آلاف يوم في السجن قبل خروجه عام 1990 جعلت منه أشهر سجين سياسي في العالم وأكسبته مكانة أسطورية. وأصبح مانديلا أول رئيس أسود للبلاد عام 1994 حتي 1999 حين سلم إدارة البلاد لجيل من الزعماء الأصغر سنا. وحصل مانديلا علي جائزة نوبل عام 1993 مناصفة مع الرئيس مع آخر رئيس ابيض للبلاد فردريك دي كليرك.