صالح الصالحى وجدت في فوز الأهلي بكأس أفريقيا استراحة من المشاكل السياسية والظروف الحياتية الطاحنة.. بعدا عن الحقد والكره الذي ملأ النفوس.. ولكنها استراحة لم تدم طويلا.. وعاد ليسيطر علي الحزن والضيق أكثر مما كانا عليه. ان ماحققه الأهلي بفوزه التاريخي ببطولة افريقيا لكرة القدم.. واسعاد الجماهير. اعجاز وليس مجرد إنجاز.. فهو الفوز الذي لم يحققه نادي من قبل، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.. هذه الظروف التي نعلمها جيدا.. والتي استطاع فريق الأبطال التغلب عليها، بل وقهر المستحيل.. أنه بلا شك فريق جبار.. لقد خرجت المباراة رغم ما سبقها من أحداث في جو من البهجة والسعادة.. وعاد الجمهور العظيم إلي المدرجات مشجعا لا مشاغبا.. إلا أن تصرف اللاعب أحمد عبدالظاهر قلب الدنيا رأسا علي عقب. لقد ترك الجميع اعجاز الأهلي وعودة المشجعين للمدرجات.. واستغلال نشوة الفرحة والسعادة، وأمسك بفعلة اللاعب.. وكأنه الكرسي الذي ضرب في الكلوب ليلة الفرح.. فحوله إلي سرادق عزاء. صحيح ان ما ارتكبه اللاعب تصرف أحمق يستحق عليه العقاب المناسب وفقا للوائح والقوانين دون غلو أو اهمال، ولكنه لم يكن أبدا يستحق كل هذا الصراخ والعويل.. ولم يرق إلي أن يحول الفرح إلي مأتم.. وكأننا استكثرنا علي أنفسنا الفرحة ولو للحظات.. وعشقنا الحزن لدرجة أنه يصعب علينا فراقه.. تعودنا علي الدماء والقتلي.. وهذا أمر خطير.. كان يجب ان نستغل معجزة الأهلي كدرس للجميع بأن لكل مجتهد نصيبا.. وان الحب يصنع المعجزات، وانه وسط العتمة لابد أن تظهر طاقة نور. الأعلي للصحافة المجلس الأعلي للصحافة اختفي في المغارة منذ أسابيع.. علي وعد بأنه سيطل علينا بمفاجأة مدوية عند اختياره لرؤساء مجالس إدارات الصحف القومية.. ياخوفي ألا يأتي بجديد.. وان يكون خروجه مخيبا وخائبا!. علي أية حال نأمل أن تكون اختياراته علي قدر المسئولية.. وان يأتي بأسماء جديدة ووجوه نابضة، وعقول تحمل أفكار مبدعة غير تقليدية، تستطيع ان تنهض بالمؤسسات الصحفية من عثرتها.. ان أنظار آلاف العاملين في هذه المؤسسات تتجه صوب هذا المجلس، عاقدة عليه الآمال في ان يضرب مثلا في الحيدة والنزاهة والشفافية في الاختيار.. وألا ينحاز لتيار معين والبعد عن الوساطة والمحسوبية والمعارف والأصدقاء وعن التليفونات والرسائل والترشيحات الوهمية ذات المصالح. عليه ان يكون مغامرا ويكتشف وجوها جديدة غير المألوفة.. فالمؤسسات عامرة بهم ولكنهم كغيرهم من المخلصين لا يستطيعون ترويج أنفسهم.. عليه ان يبتعد عن مقولة »ها نجيب مين«.. لتكون حجة في اعادة الوجوه القديمة.