خلال زيارتي الخاصة للمدينة الامريكية الصاخبة نيويورك مركز الحياة الاقتصادية في الولاياتالمتحدةالامريكية.. أستطيع أن أقول أن ما لمسته من العديد من أعضاء الجالية المصرية الغفيرة ومن المسئولين في القنصلية المصرية إن هناك حماسا متصاعدا للمشاركة في الاستفتاء علي الدستور الذي يجري إعداده حاليا علي قدم وساق في قاهرة المعز. هذا الحماس سوف يمتد علي ضوء الاقبال الزائد علي التسجيل في سجل الناخبين إلي الانتخابات التشريعية والرئاسية بما يعكس الرغبة في أن يكون لهؤلاء المهاجرين دور ايجابي في الحياة السياسية بالوطن. هذه الظاهرة السارة تناولتها مع السفير أحمد فاروق قنصل مصر العام في نيويورك الذي التقيت به في حفل عشاء دعا إليه عمرو الجويلي المستشار ببعثة مصر الدبلوماسية بالأمم المتحدة وحضره رئيس البعثة السفير معتز أحمدين خليل وصديق العمر سمير خليل الخبير السياحي المخضرم المقيم في نيويورك منذ 40 سنة. قبل أن يتطرق الحديث إلي الاستعدادات التي تم اتخاذها بشأن اجراءات الاستفتاء علي الدستور جري حديث مؤثر عن أحوال مصر وما يجري فيها.. كان من الطبيعي أن تعود ودية الحديث وحرارته إلي الاصول والجذور بمصرنا العزيزة. كانت المفاجأة ان أعلم علاقة القنصل الوثيقة ببلدة سمنود وهي المدينة التي تربيت فيها وقضيت سنوات صباي بها حتي حصولي علي الثانوية العامة وانتقالي إلي القاهرة. كانت المفاجأة ان خال القنصل مصطفي سنبل كان من أعز اصدقائي وزميل »تختة« في مدرسة البدراوي بسمنود.. وإننا كنا نمضي جانبا من أوقاتنا للعب »البنج بونج« في منزله الواقع علي النيل بالقرب من منزل الزعيم الراحل مصطفي النحاس - رحمه الله-. لقد كان حصيلة هذا اللقاء كما هائلا من الذكريات جعلتنا نؤمن بأن الدنيا صغيرة وأن العلاقات الانسانية تزداد رونقا وجمالا ومشاعر جياشة في الغربة. وفي إطار حديثنا قال لي القنصل أحمد فاروق إن هناك كما هائلا من الاتصالات من جانب اعضاء الجالية المصرية علي مختلف مستوياتها تعكس حرصا شديدا علي تسجيل اسمائها استعدادا للادلاء بأصواتها في الاستفتاء القادم والانتخابات. ليس من تفسير لهذه الحالة التي يمكن وصفها بالمحمومة سوي تصاعد الاهتمام بشئون الوطن الأم وأنهم جميعا مشغولون في غربتهم بعودة الأمن والاستقرار لوطنهم وأن تبدأ المسيرة الحضارية نحو الديمقراطية الصحيحة التي تشارك في إنجاحها كل أطياف الشعب المصري. وأهم ما أحسسته من خلال ما دار من أحاديث هو قلق ابناء الجالية في أمريكا من أعمال الإرهاب ومحاولات إلحاق الضرر بالوطن والشعب. اتفقوا جميعا أن علي الجميع أن ينصاعوا لإرادة الشعب التي جسدتها ثورة 30 يونيو وأن يتوحدوا جميعا في مواجهة هذه السلوكيات الاجرامية الغريبة علي المجتمع المصري. إن أهم ما توصلت إليه كحصيلة لما دار مع كل الحاضرين ان مصر سوف تعبر هذه الفترة وأن مصير المتآمرين علي أمنها واستقرارها هو زبالة التاريخ. لا جدال أن اهتمام المصري بشئون الوطن في الغربة يزداد ويتصاعد ويتفاعل وهو أمر ليس غريبا علي كل من شرب من مياه النيل حيث لا يستطيعون التخلي عن جذورهم التي امتدت إلي عمق هذه الأرض بعد أن ارتوت من هذه المياه.